يعتقد الكثير من الناس أن تناول أقراص الفيتامينات المتعددة يطيل أعمارهم ويعزز صحتهم، وهو ما يجعلهم يتناولونها بشكل دائم، حتى أصبحت جزءاً من الروتين اليومى لهم للحصول على الصحة وطول العمر.. في السطور التالية نتعرف على هل تناول الفيتامينات المتعددة يطيل العمر حقاً؟
ماذا تقول الدراسات عن الفيتامينات
كشفت دراسة أمريكية صادمة أن تناول الفيتامينات المتعددة يوميًا لا يساعد على إطالة العمر، بل قد يزيد من خطر الوفاة المبكرة، حيث حلل الباحثون في الولايات المتحدة السجلات الصحية لما يقرب من 400 ألف بالغ لا يعانون من أمراض خطيرة طويلة الأمد، لمعرفة ما إذا كانت الفيتامينات المتعددة اليومية تُقلل من خطر الوفاة لديهم على مدى العقدين التاليين.
بدلًا من العيش لفترة أطول، كان الأشخاص الذين تناولوا الفيتامينات المتعددة يوميًا أكثر عرضة للوفاة بشكل طفيف مقارنةً بغير المستخدمين خلال فترة الدراسة، مما دفع الباحثون إلى التعليق بأن “استخدام الفيتامينات المتعددة لتحسين طول العمر غير مدعوم علمياً”.
ومن جانبها قالت الدكتورة إسراء عمران، استشارى طب الأسرة والتغذية العلاجية بمعهد التغذية القومى، إن أقراص الفيتامينات ليست حلاً سحرياً للصحة والشباب وطول العمر، مضيفة أن تناول المكملات الغذائية لا يؤدي بالضرورة إلى العيش لفترة أطول، خاصة عند الأشخاص الأصحاء الذين لا يعانون من أي نقص في العناصر الغذائية.
وتابعت قائلة إن الأبحاث أوضحت أن الفائدة الحقيقية من المكملات تظهر فقط في حالات النقص الواضح للفيتامينات، مثل نقص فيتامين د أو ب12 أو الحديد، ففي هذه الحالات، يمكن أن يُسهم تعويض النقص في تحسين جودة الحياة وتقليل المضاعفات الصحية.
الطعام أفضل من أقراص الفيتامينات
وأكدت أن التغذية الصحية من الأطعمة هي أفضل مصدر للفيتامينات والمعادن مقارنة بالمكملات الغذائية، مضيفة أن الخضراوات، الفواكه، الحبوب الكاملة، والأسماك غنية بمركبات طبيعية متوازنة لا توفرها كبسولات الفيتامينات.
مخاطر الإفراط في الفيتامينات
وأكدت الدكتورة إسراء عمران أن الإفراط في تناول بعض الفيتامينات قد يكون له أثر سلبي، على سبيل المثال، الجرعات العالية من فيتامين “A” أو “E” أو البيتا كاروتين وُجد أنها قد تزيد من بعض المخاطر الصحية بدلًا من تقليلها، وهذا ما دفع الأطباء للتأكيد على مبدأ “الاعتدال” وعدم اللجوء للمكملات إلا عند الحاجة وبعد استشارة الطبيب.