قالت صحيفة نيويورك تايمز إن اغتيال الناشط اليمينى المحافظ تشارلى كيرك يزيد المخاوف من العنف السياسى فى الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن حالة الحزن والصدمة الأولية بعد إعلان مقتله هيمنت عليها دعوات مفتوحة للمحاسبة والانتقام، حتى إن البعض قال إن البلاد على شفا حرب أهلية.
وذكرت الصحيفة أنه حتى قبل اغتيال تشارلى كيرك، كانت هناك بوادر أزمة سياسية وشيكة. فقد أدى تصاعد الاستقطاب وتراجع حدة الخطاب العام إلى تضييق مساحة التفاهم المشترك. وازدادت أعمال العنف، التى تستهدف شخصيات من اليسار واليمين.
لكن مقتل كيرك فى حرم جامعى بولاية يوتا يوم الأربعاء يثير احتمال دخول البلاد مرحلة أكثر خطورة، بحسب نيويورك تايمز.
على وسائل التواصل الاجتماعى، كان من السهل العثور على ملصقات يسارية تحتفل بوفاة كيرك، وتشير إلى أنه نال ما يستحقه. وفى دوائر اليمين، طغت دعوات علنية للمحاسبة السياسية والانتقام على التعبيرات الأولية عن الحزن والصدمة. وصدرت تعليقات تنذر بالسوء بأن البلاد على شفا حرب أهلية، أو ينبغى أن تكون كذلك.
أثارت هذه الآراء قلق الخبراء، الذين حذروا من أن تسامح الأمريكيين مع الهجمات ذات الدوافع السياسية يتزايد بوتيرة مذهلة.
ونقلت نيويورك تايمز عن روبرت بيب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة شيكاغو، والذى يجرى استطلاعات رأى منتظمة لقياس المواقف تجاه العنف السياسى منذ اقتحام الكونجرس فى 6 يناير 2021، قوله: “نحن فى الأساس بلد سريع الاشتعال. نشهد سياسات أكثر تطرفًا ودعمًا للعنف أكثر من أى وقت مضى منذ أن بدأنا إجراء هذه الدراسات فى السنوات الأربع الماضية”.
وتم تصوير حادثة إطلاق النار على كيرك من زوايا متعددة بالفيديو، وسرعان ما انتشرت لقطات مروعة للدم ينزف من رقبته على نطاق واسع. جاء هذا بعد أيام قليلة، من لقطات مماثلة ومزعجة لشاب راكب فى وسائل النقل العام فى شارلوت بولاية كارولاينا الشمالية، حيث تم طعنه حتى الموت على يد شخص غريب فى هجوم غير مبرر.
ودخلت تلك الجريمة فى جدل وطنى متصاعد حول رغبة الرئيس ترامب فى إرسال الجيش إلى المدن التى يقودها الديمقراطيون لمكافحة الجريمة. وفى بلد يصف فيه الرئيس خصومه بـ”الحثالة”، ويتهمه خصومه بالفاشية، بدا للكثيرين أن نسيج الخطاب العام قد اهتز بشكل لا يحمد عقباه.
وكان كيرك، النشط بقوى على وسائل التواصل الاجتماعى، منخرطًا بعمق فى النقاش حول الجريمة، حيث نشر على موقع X قبل ساعات فقط من إطلاق النار عليه أنه “من الضرورى تمامًا تسييس” جريمة قتل شارلوت.