يرتبط فصل الشتاء بارتفاع معدلات الإصابة بفيروسات الأنفلونزا المعدية، وفى أغلب الحالات يتم الشفاء من الفيروس فى غضون أيام، لكن فى حالات أخرى، قد تحدث مضاعفات خطيرة، خاصة حال معاناة المريض من مرض مزمن، أو كونه من الفئات الأكثر عرضة للخطر، مثل كبار السن والأطفال والسيدات خلال فترة الحمل.
وبحسب موقع “Web MD” يوجد عدة أنواع من فيروسات الأنفلونزا، بعضها أكثر خطورة من غيرها، مما يستلزم اتخاذ بعض الاحتياطات الوقاية لخفض نسبة الإصابة بالعدوى، خاصة عند التعامل مع شخص مريض بالفيروس.
أنواع فيروس الأنفلونزا
يوجد ثلاثة أنواع من فيروسات الأنفلونزا، وهى الأنواع “أ، ب، ج”، حيث يسبب النوعان أ و ب أوبئة الأنفلونزا السنوية التي تُصيب ما يصل إلى 20% من البشر سنويا، وتسبب أعراض الزكام والألم والسعال وارتفاع درجة الحرارة، بينما يسبب النوع ج أيضًا الأنفلونزا، لكن أعراضه أقل حدة بكثير.
وترتبط الأنفلونزا بحوالي 3000-49000 حالة وفاة، و200000 حالة دخول إلى المستشفى كل عام في الولايات المتحدة، ويساعد لقاح الأنفلونزا الموسمية للمساعدة في منع انتشار الفيروس.
أنفلونزا النوع أ
يمكن لفيروسات الأنفلونزا من النوع أ أن تصيب الحيوانات، ولكن من الشائع إصابة البشر بهذا النوع من الأنفلونزا، وعادةً ما تكون الطيور البرية حاضنةً لهذا الفيروس.
يتغير فيروس الأنفلونزا من النوع أ باستمرار، وهو مسئول بشكل عام عن أوبئة الأنفلونزا الكبيرة، ينتشر فيروس الأنفلونزا أعن طريق العدوى أشخاص مصابين بالفعل، وتعد أكثر بؤر انتشار الفيروس شيوعًا هي الأسطح التي لمسها المصاب والغرف التي تواجد فيها مؤخرًا، وخاصةً الأماكن التي عطس فيها.
أنفلونزا النوع ب
قد تُسبب رد فعل أقل حدة من أنفلونزا النوع أ، إلا أنها قد تكون شديدة الضرر في بعض الأحيان، لا تُصنف فيروسات الأنفلونزا من النوع ب حسب النوع الفرعي، ولا تُسبب أوبئة.
أنفلونزا النوع سي
تتواجد فيروسات الأنفلونزا من النوع C أيضًا في البشر ولكنها أخف من النوع A أو B، ولا يصاب الأشخاص عمومًا بمرض شديد بسبب فيروسات الأنفلونزا من النوع C، وهذا النوع لا يسبب الأوبئة.
لماذا تعد بعض أنواع الأنفلونزا أكثر خطورة من غيرها؟
وفقا لموقع “Medical xprss” أجرى باحثون في معهد بول إيرليخ دراسة على 11 سلالة مختلفة من فيروس الأنفلونزا أ، ودراسة تأثيرها على مختلف الخلايا المناعية البشرية، حيث تتميز الإصابات الخطيرة بفيروسات الأنفلونزا أ باستجابة مناعية مفرطة، تُعرف باسم عاصفة السيتوكين، ولم يكن واضحًا سابقًا سبب تحفيز بعض سلالات الفيروس لهذه العواصف، بينما لا تفعل سلالات أخرى ذلك.
تُظهر نتائج الدراسة أن فيروسات أنفلونزا الطيور شديدة الأمراض تصيب أنواعًا محددة من الخلايا المناعية، وبالتالي تُحفّز إنتاج الإنترفيرون من النوع الأول، وهذا قد يُفسر خطورة هذه الفيروسات بشكل خاص.
وتعد فيروسات الأنفلونزا من أخطر مسببات أمراض الجهاز التنفسي عالميًا، ورغم أن معظم الإصابات خفيفة نسبيًا، إلا أن بعض سلالات الفيروس قد تُسبب التهابًا رئويًا حادًا، مما يؤدي إلى فشل تنفسي حاد، وتُعد فيروسات الأنفلونزا شديدة الأمراض خطيرة بشكل خاص، إذ غالبًا ما تنتقل من الطيور إلى البشر، وترتبط بمعدلات وفيات أعلى بكثير.
يلعب الجهاز المناعي دورًا حاسمًا في هذا الخطر، فبعض سلالات الفيروسات تُسبب للجسم إفرازًا مفرطًا من مواد ناقلة تُعرف باسم السيتوكينات، في حال حدوث عاصفة السيتوكينات، ستؤدي الاستجابة المناعية في النهاية إلى إتلاف أنسجة الجسم أكثر من الفيروس نفسه.
ولكشف أسباب اثارة بعض فيروسات الأنفلونزا ردود فعل مفرطة، بينما لا تُسبب فيروسات أخرى إلا عدوى طفيفة، أجرى الفريق البحثي دراسة على 11 سلالة مختلفة من فيروس الأنفلونزا أ، منها فيروسات الأنفلونزا الموسمية الشائعة وفيروسات أنفلونزا الطيور شديدة الأمراض، واختبروا كيفية إصابة فيروسات الأنفلونزا للخلايا المناعية المختلفة وتحفيزها لإطلاق المواد الناقلة للفيروس.
ووفقا للدراسة يرجع ذلك إلى قدرة الأنفلونزا على التكاثر في خلايا مناعية معينة، ما يُحفز رد فعل مناعي قوي للغاية، يؤدي إلى التهاب حاد وضرر صحي، ويمكن أن تُسهم هذه المعرفة في تطوير علاجات مُستهدفة وتحديد الفئات الأكثر عُرضة للخطر بشكل أفضل.
كيفية الوقاية من فيروسات الأنفلونزا
وفقا لموقع “كليفلاند كلينك”، تعد أفضل طريقة لتقليل خطر الإصابة بالفيروس هي الحصول على لقاح الأنفلونزا سنويًا، والذى يوفر أقصى حماية ممكنة، خاصة مع قدرة الفيروس على التحور بمرور الوقت.
وتشمل الطرق الأخرى لتقليل خطر الإصابة بالأنفلونزا ما يلى..
اغسل يديك باستمرار بالماء والصابون. إذا لم تتمكن من استخدام الصابون والماء، فاستخدم معقمًا لليدين يحتوي على الكحول.
غطِّ أنفك وفمك عند العطس أو السعال، أو اسعل أو اعطس في مرفقك أو بمنديل ورقي بدلًا من يدك.
تجنب التواجد بين الأشخاص الآخرين عندما تكون أنت أو هم مريضين بالأنفلونزا أو أي أمراض معدية أخرى.
فكر في ارتداء قناع إذا كنت مريضًا ولا تستطيع تجنب التواجد بين الآخرين.
تجنب لمس وجهك وعينيك وأنفك وفمك.
لا تشارك الطعام أو أدوات الأكل مع الآخرين.