يُعَد تضخم اللوزتين واللحمية من المشكلات الشائعة لدى الأطفال، إلا أن تأثيراته تتجاوز مجرد صعوبة في البلع أو انسداد الأنف. فهذه الحالة قد تعيق التنفس الطبيعي، وتؤثر على جودة النوم، بل وتمتد لتنعكس على نمو الطفل البدني والعقلي. ولهذا السبب، يشدد الأطباء على ضرورة اكتشافها مبكرًا والتعامل معها بجدية.
لا يجب اعتبار الشخير أو التنفس من الفم مجرد عادات عابرة، بل قد تكون إشارات واضحة على تضخم اللوزتين واللحمية. التشخيص المبكر والعلاج المناسب يضمنان لطفلك نومًا أفضل، تنفسًا أسهل، ونموًا صحيًا متوازنًا.
ما هي اللوزتان واللحميتان؟
وفقًا لتقرير نُشر في موقع entclinic.ae،فاللوزتين عبارة عن أنسجة ليمفاوية تقع في مؤخرة الحلق، بينما توجد اللحميتان (أو الزوائد الأنفية) خلف التجويف الأنفي. وظيفتهما الأساسية الدفاع عن الجسم ضد الميكروبات. لكن عندما تتضخمان بشكل غير طبيعي، بدلاً من المساعدة، تتحولان إلى عائق يضغط على مجرى الهواء، ويؤدي إلى مشكلات في التنفس والنوم.
الأعراض التي قد يلاحظها الأهل
هناك مجموعة من العلامات المميزة التي تُشير إلى وجود تضخم في اللوزتين أو اللحميتين:
- الشخير المرتفع وصعوبة التنفس الليلي، وهي من أبرز المؤشرات على انسداد مجرى الهواء.
- انقطاع النفس أثناء النوم، حيث يتوقف الطفل فجأة عن التنفس لثوانٍ، مما يُربك دورة النوم الطبيعية.
- التهابات الأذن المتكررة نتيجة انسداد قناة استاكيوس، وهو أمر قد يؤدي في بعض الحالات إلى فقدان السمع المؤقت.
- الكلام المكتوم أو الصوت الأنفي، إذ يُصبح الصوت غير واضح بسبب انسداد مجرى الهواء العلوي.
- التنفس المستمر من الفم، الأمر الذي يسبب جفاف الفم، ورائحة غير محببة، وحتى تغيرات في نمو الوجه والأسنان.
هذه العلامات، إضافةً إلى التعب النهاري والتهيّج وضعف التركيز، يجب أن تدفع الأهل لطلب الاستشارة الطبية سريعًا.
متى يجب استشارة طبيب الأنف والأذن والحنجرة؟
إذا استمرت هذه الأعراض لفترة تتجاوز الأسابيع، فهذا يعني أن الحالة ليست عابرة. عندها، يكون التدخل الطبي ضرورة لتجنب مضاعفات مثل:
- مشاكل النوم المزمنة.
- التهابات الأذن المتواصلة.
- تأخر النطق أو صعوبات التعلم.
- ضعف النمو الجسدي أو العقلي نتيجة نقص الأكسجين أثناء النوم.
طرق التشخيص والفحص
يعتمد الأطباء على تقنيات متعددة لتحديد شدة التضخم، منها:
- تنظير الأنف لفحص اللحميات.
- فحوص السمع لتقييم أثر الانسداد على الأذن الوسطى.
- اختبارات النوم للكشف عن انقطاع النفس الانسدادي.
خيارات العلاج المتاحة
تختلف طرق العلاج حسب شدة الأعراض وتأثيرها على حياة الطفل:
- العلاج الدوائي: مثل بخاخات الأنف أو أدوية الحساسية في الحالات البسيطة.
- التدخل الجراحي: استئصال اللوزتين أو اللحميتين يُعتبر الحل الأمثل في الحالات المزمنة أو التي لا تستجيب للعلاج الدوائي.
- العلاج بجهاز CPAP: يُستخدم للأطفال الذين يعانون من انقطاع النفس الانسدادي ولا يمكن إجراء جراحة لهم.
مضاعفات إهمال العلاج
- إهمال تضخم اللوزتين واللحمية قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، منها:
- تضخم اللوزتين المستمر يضغط على مجرى الهواء ويسبب انقطاع النفس المتكرر.
- صعوبة التنفس تؤثر على نشاط الطفل وحيويته.
- مشاكل النوم المزمنة قد تُسبب اضطرابات سلوكية.
- التهابات الأذن المتكررة قد تنعكس على السمع والكلام.
- نمو الوجه غير المتوازن نتيجة التنفس الفموي المزمن.