يشهد العالم آلاف من حالات الإغماء أو الانهيار سنويًا فى أماكن مختلفة، سواء فى الحفلات أو المكاتب أو حتى داخل المنازل، ومع ذلك لا يعرف الكثيرون كيف يتصرفون بشكل صحيح عند مواجهة هذا الموقف المفاجئ، وأكد الأطباء أن الاستجابة الفورية من المارة قد تكون العامل الفاصل بين الحياة والموت، إذ يمكن أن يتعرض الدماغ للتلف خلال ثلاث دقائق فقط من توقف القلب، بينما قد يحدث الموت خلال عشر دقائق إذا لم يتم التدخل السريع، وفقا لموقع تايمز ناو.
وقال الدكتور سواروب سواراج بال، كبير جراحى القلب والصدر وزراعة الأعضاء فى مستشفى جلين إيجلز بمدينة مومباى بالهند، إن الخطوة الأولى عند انهيار شخص أمامك هى منع الناس من الالتفاف حوله، وترك مساحة كافية لدخول الهواء، كما نصح برفع ساقى المصاب لمساعدة الدم على التدفق نحو القلب، والبدء بمحاولة إنعاشه عبر تدليك عظم الصدر وإذا لم يستجب الشخص، فيجب البدء فورًا بإجراء الإنعاش القلبى الرئوى.
أما الدكتور سونيل كوتي، جراح الأعصاب بمستشفى نيويرا في نافي مومباي، فقد أشار إلى أن أكثر الأخطاء شيوعًا هي تطبيق الإنعاش القلبي الرئوي بطريقة غير صحيحة أو تحريك المريض بشكل عشوائي، وهو ما قد يكون خطرًا جدًا في حال وجود إصابة في العمود الفقري.
خطوات عملية للإنقاذ
قدّم الدكتور أديتيا ديشموك، أخصائي الطب الباطني بمستشفى أبولو سبكترا في بوني بالهند، خطوات واضحة يمكن لأي شخص اتباعها لإنقاذ حياة من ينهار أمامه:
1. التأكد من سلامة المكان.. لا تقترب إلا إذا كان المكان آمنًا.
2. التحقق من استجابة المصاب.. انقر على كتفيه واسأله بصوت مرتفع “هل أنت بخير؟”.
3. فحص التنفس.. أمل رأسه للخلف برفق وارفع ذقنه لفتح مجرى الهواء، ثم راقب واستمع للتنفس الطبيعي مدة لا تتجاوز عشر ثوانٍ.
4. بدء الإنعاش القلبي الرئوي.. إذا لم يكن هناك تنفس طبيعي، ضع كعب يدك على منتصف صدره، وضع يدك الأخرى فوقها، واضغط بقوة وبسرعة بمعدل 100 إلى 120 ضغطة فى الدقيقة.
5. أنفاس الإنقاذ.. إذا كنت مدربًا، أعطِ نفسين إنقاذيين بعد كل 30 ضغطة.
6. استخدام جهاز إزالة الرجفان الخارجي.. إذا كان متوفرًا، شغّله واتبع التعليمات الصوتية لإعطاء الصدمة الكهربائية عند الحاجة.
7. الاستمرار.. واصل الإنعاش حتى تصل الإسعاف أو تنقله للمستشفى.
العلامات المبكرة للانهيار
غالبًا ما يسبق الانهيار بعض الأعراض مثل الدوخة، وعدم وضوح الرؤية، طنين الأذن، التعرق، الغثيان، خفقان القلب وجفاف الفم، ويقول الأطباء إن معرفة هذه العلامات قد تساعد على التدخل المبكر ومنع وقوع الحادثة.
كيف نفرّق بين الإغماء البسيط والخطير؟
بحسب الدكتور سونيل كوتي، إذا لم يكن لدى المصاب نبض أو لم يتنفس، فهذه حالة مهددة للحياة، كذلك إذا استمر فاقدًا للوعي أكثر من عشر دقائق، أو ظهرت رغوة من فمه، أو أصيب بنوبات، فهذا دليل على حالة خطيرة، أما إذا استعاد وعيه سريعًا وبقى مستقرًا، فقد يكون مجرد إغماء بسيط غير خطير.
الانهيار مؤشر على أمراض خفية
يروي الدكتور سواروب حادثة شخصية حين انهار أحد زملائه فجأة، وبعد الفحوصات تبيّن أنه مصاب بسرطان الرئة، الذي أدى إلى اضطرابات هرمونية خطيرة، ويؤكد أن الانهيار ليس حدثًا عابرًا دائمًا، بل قد يكون إشارة لمرض خطير كامن.