وفاة الإعلامية اللبنانية يمنى شرى عن عمر 50 عامًا أثارت حالة من الحزن لدى الأوساط الإعلامية اللبناية، وجاءت وفاتها بعد صراع مع مرض سرطان الرئة،والذى كان مرتبطًا بكبار السن من المدخنين المزمنين، إلا أن الإحصائيات الحديثة تشير إلى زيادة مقلقة في حالات الإصابة بين الشباب غير المدخنين، ويتطلب تزايد عدد الشباب المصابين بسرطان الرئة فهم أسبابه، والكشف المبكر عن أعراضه، واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة للسيطرة عليه، حسبما أفاد تقرير موقع “تايمز أوف انديا”.
فيما يلى.. أسباب سرطان الرئة لدى الشباب:
لا يزال التدخين السبب الرئيسي لسرطان الرئة، إذ يُسبب 80-90% من الحالات، إلا أنه لا يُفسر تزايد عدد المرضى الشباب، وتشير الأبحاث إلى أن 72% من المريضات الشابات و81% من المرضى الشباب الذين شُخصوا بسرطان الرئة لديهم تجربة تدخين سابقة إلا أن العدد المتزايد لغير المدخنين يُشير إلى وجود عوامل خطر إضافية.
العوامل البيئية
تساهم العوامل البيئية بشكل كبير في الإصابة بسرطان الرئة، ويُمثل وجود غاز الرادون داخل المباني تهديدًا صحيًا كبيرًا، لأنه يتطور نتيجة تحلل اليورانيوم في التربة والصخور، ويزداد خطر الإصابة بسرطان الرئة عندما يبقى الأشخاص في منازلهم مع تعرضهم للرادون خلال سنوات طفولتهم وبداية مرحلة البلوغ، وعامل الخطر البيئي الرئيسي للإصابة بسرطان الرئة هو الجسيمات الدقيقة PM2.5، التي تؤثر على سكان المناطق ذات الحركة المرورية الكثيفة والتلوث الصناعي.
العوامل الوراثية
يبحث العلماء حاليًا في دور العوامل الوراثية في تطور سرطان الرئة، وغالبًا ما يُظهر مرضى سرطان الرئة الشباب طفرات في إعادة ترتيب جينات EGFR وALK، مما يجعل أنسجة الرئة لديهم أكثر عرضة للعوامل المسببة للسرطان، ويُظهر فيروسا HPV وEpstein-Barr ارتباطًا محتملًا بتطور سرطان الرئة، وتنشأ حالات سرطان الرئة لدى الشباب نتيجة لعوامل متعددة تجمع بين التدخين والتلوث البيئي والاستعداد الوراثي والتعرض للمواد الكيميائية في مكان العمل.
فيما يلى.. أعراض سرطان الرئة التي يجب الانتباه لها لدى الشباب:
عادةً لا تُسبب المراحل الأولى من سرطان الرئة أعراضًا ملحوظة، وتتشابه أعراض سرطان الرئة مع أعراض بعض الأمراض الشائعة، مما يُؤدي إلى تأجيل المرضى الاستشارة الطبية، حيث تتطلب الأعراض التالية تقييمًا طبيًا.. :
سعال مصحوب بالدم أو البلغم بلون الصدأ.
ألم في الصدر يزداد سوءًا مع التنفس العميق أو سعال ضيق في التنفس أو أزيز.
العدوى المتكررة مثل التهاب الشعب الهوائية أو الالتهاب الرئوي والتي لا تتحسن.
فقدان الوزن غير المبرر وفقدان الشهية.
بحة في الصوت أو التهاب مزمن في الحلق.
الشعور بالتعب أو الضعف بشكل غير عادي.
عندما ينتشر سرطان الرئة إلى أجزاء أخرى من الجسم، يُسبب أعراضًا تشمل آلام العظام، والصداع، أو مشكلات عصبية ناتجة عن تأثر الدماغ، وتورم الغدد الليمفاوية بالقرب من الرقبة أو الترقوة، ويجب على الشباب الذين تظهر عليهم عوامل الخطر إجراء فحوصات طبية فورية، لأن الكشف المبكر عن هذه الأعراض يُحسن النتائج.
استراتيجيات الوقاية من سرطان الرئة
تتطلب الوقاية من سرطان الرئة من الأشخاص تقليل تعرضهم لعوامل الخطر، مع ممارسة السلوكيات الصحية، وتعتبر الطريقة الأكثر فعالية لوقف تطور سرطان الرئة هي:
– الامتناع التام عن التدخين، حيث يؤدي الإقلاع عن التدخين في أي مرحلة من مراحل الحياة إلى انخفاض كبير في خطر الإصابة بسرطان الرئة لدى جميع المدخنين.
– ينبغي على الراغبين في الإقلاع عن التدخين تلقي الاستشارات واستخدام بدائل النيكوتين، وتناول الأدوية الموصوفة عند الحاجة.
– ينبغي على الأشخاص تجنب التعرض للتدخين السلبي باختيار أماكن خالية من التدخين، ومساعدة أفراد أسرهم على الإقلاع عن التدخين.
– يُعد غاز الرادون ثاني أكثر أسباب سرطان الرئة شيوعًا بعد التدخين، ويمكن اكتشافه من خلال أدوات الفحص المنزلية، يليه تركيب أنظمة تخفيفية لتقليل التعرض.
– ينبغي على الناس حماية أنفسهم من المواد الكيميائية الموجودة في مكان العمل بما في ذلك الأسبستوس والزرنيخ وأبخرة الديزل من خلال استخدام معدات السلامة، وينبغي عليهم تقليل الوقت الذي يقضونه في المناطق الملوثة وتعزيز التهوية عند استخدام وقود الكتلة الحيوية.
– يساعد النظام الغذائي المتوازن الذي يحتوي على الكثير من الفاكهة والخضراوات على حماية صحة الرئة.
– تعمل التمارين الرياضية المنتظمة على تقوية جهاز المناعة وتقليل خطر الإصابة بالسرطان.