لا يوجد حصر لفوائد ممارسة الرياضة على الصحة النفسية والجسدية، فبجانب أنها تساعد على الوقاية من الإصابة بالأمراض العضوية المختلفة، على رأسها الأمراض المزمنة والسرطان، فهى تساعد أيضا على على الشعور بتحسن، والتفكير بوضوح أكبر وتحسين الحالة المزاجية.
وبجانب تلك الفوائد، تساعد ممارسة الرياضة بانتظام على تعزيز طاقتك، بما ينعكس بشكل واضح على ممارستك لمهامك اليومية، حيث يمكن تشبيه مستوى طاقة الفرد مثل بطارية قابلة لإعادة الشحن، ويشبه ممارسة النشاط البدنى توصيل البطارية بالكهرباء وإعادة شحنها، بينما يؤدى الجلوس دون حركة إلى استنزاف الطاقة، وفقا لموقع “Harvard health publishing”.
العلاقة بين الخمول البدنى وفقدان العضلات
وفى حالة الخمول البدنى، يحدث فقدان في الخلايا العضلية، في حين أن الخلايا المتبقية تحتوي على عدد أقل من الميتوكوندريا، مما يقلل من قدرتها على إنتاج الطاقة في وقت قصير، على سبيل المثال يبدأ الأشخاص الذين يعانون من شلل في أحد أطرافهم بسبب إصابة أو مرض، بفقدان خلايا عضلية في غضون ست ساعات فقط، ومع ضعف العضلات، يتطلب كل ما تطلبه من عضلاتك القيام به جهدًا أكبر، مما يترك طاقة أقل للأنشطة الأخرى.
لذلك من المهم المواظبة على ممارسة الرياضة مع التقدم في السن، لأن كتلة العضلات تميل إلى الانخفاض مع مرور السنين، حيث يمكن للشخص العادي الذي يبلغ من العمر 30 عامًا أن يتوقع فقدان حوالي 25% أو أكثر من كتلة عضلاته وقوته بحلول سن السبعين، و25% أخرى بحلول سن التسعين، والنتيجة ليست فقط انخفاضًا في الطاقة، بل أيضًا زيادة في خطر الإصابة بمجموعة من الأمراض الأخرى.
ويسبب قلة ممارسة التمارين الرياضية أيضًا تغيرات في وظائف القلب والرئتين، حيث تصبح هذه الأعضاء أقل كفاءة في تزويد الدم بالأكسجين وضخه، مع العناصر الغذائية، إلى مختلف أجزاء الجسم، مما يؤثر بشكل مباشر على مستوى الطاقة، ويتجلى ذلك بشكل خاص خلال فترات المجهود البدني، فبالمقارنةً بالشخص النشط، يعاني الشخص قليل الحركة من إرهاق أكبر عند القيام بمهمة تتطلب جهدًا بدنيًا، ويكون معدل ضربات قلبه أعلى واستهلاكه للأكسجين أقل.
فوائد ممارسة الرياضة: حماية صحتك
لا يزيد النشاط البدني المنتظم من حيويتك اليومية فحسب، بل يساعد أيضًا على الوقاية من الأمراض التي تستنزف طاقتك مع مرور الوقت، وتشير أدلة قوية من آلاف الدراسات إلى أن ممارسة الرياضة بانتظام تُقدم فوائد واسعة النطاق، بما في ذلك:
تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول
خفض مستويات السكر في الدم وتقليل خطر الإصابة بمرض السكر من النوع 2 ومتلازمة التمثيل الغذائي
تقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي والقولون
تخفيف الاكتئاب الخفيف إلى المتوسط
تقليل خطر الإصابة بهشاشة العظام، بشرط أن تمارس تمارين تحمل الوزن، أي التمارين التي تعمل فيها ضد الجاذبية.
المساعدة في منع أو تخفيف آلام أسفل الظهر
تخفيف آلام التهاب المفاصل وتوسيع نطاق محدود من الحركة
المساعدة في الحفاظ على كتلة العضلات ومنع السقوط
تعزيز حدة الذهن لدى كبار السن
تقوية عضلاتك ورئتيك وقلبك
تحسين القدرات الوظيفية لدى كبار السن، مثل القدرة على صعود السلالم أو المشي عبر المتجر، وحمل البقالة، والنهوض من الكرسي دون مساعدة، وأداء العديد من الأنشطة الأخرى التي تسمح بالاستقلال
المساعدة في منع زيادة الوزن، وربما المساعدة في إنقاص الوزن عند دمجه مع النظام الغذائي المناسب
تقليل خطر الإصابة بكسور الورك.
لا يقتصر دور التمارين الرياضية المنتظمة على بناء القوة واللياقة البدنية فحسب، بل تُبقي الطاقة الداخلية مشحونة من خلال الحفاظ على العضلات، وتعزيز وظائف القلب والرئة، والوقاية من الأمراض، وحتى الخطوات الصغيرة والمنتظمة، مثل المشي، والتمدد، أو تمارين القوة الخفيفة، تُحدث فرقًا كبيرًا في طاقتك اليومية وصحتك على المدى الطويل.