هل شعرت بعد يوم ملىء بالتوتر والأعباء العملية والأسرية بالراحة والاسترخاء عند مشاهدة مسلسلك المفضل، رغم أنك شاهدته عدة مرات من قبل؟ وفقا لعدد من الخبراء، فإن تلك الممارسة طريقة سهلة للاسترخاء بعد يوم طويل، وشكلًا مهدئًا للحالة النفسية والمزاجية، ونوعا من الحنين إلى الماضي.
وبحسب موقع “Very well mind”، تقول كلاريسا سيلفا، عالمة السلوك، إن العمل اليومي قد يكون مرهقًا للعقل، ولهذا السبب تشعرنا المسلسلات التي تثير الحنين إلى الماضي بالراحة، لأنها تُتيح لنا متنفسًا نحن بأمسّ الحاجة إليه.
الجانب النفسى وراء إعادة المشاهدة
وفيما يلى بعض الأسباب التى تجعلنا نعود باستمرار إلى القصص والشخصيات المألوفة بالأعمال الدرامية رغم مشاهدتها عدة مرات، مثل..
الاسترخاء.. مع مسلسل جديد، علينا متابعة جميع أحداثه، والتعرف على شخصيات جديدة، وفهم دوافعها، ومواكبة الأحداث، أما مع مسلسل شاهدناه سابقًا، فلا يوجد ضغط، ولا يضطر عقلنا للعمل بجهد. النكات والعبارات والشخصيات المألوفة تُحسّن مزاجنا فورًا وتساعدنا على الاسترخاء.
الراحة والقدرة على التنبؤ.. قد تكون حياتنا اليومية متوترة وغير متوقعة، في حين تُشعرنا المسلسلات القديمة بالراحة والقدرة على التنبؤ لأننا نعرف تمامًا ما سيحدث، حيث لا توجد تحولات مفاجئة فى الأحداث أو نهايات حزينة تدعو للقلق، حيث إن معرفة ما سيحدث بالضبط تُشعرنا بالأمان والطمأنينة، خاصةً عندما تكون الحياة متوترة وفوضوية.
الحنين إلى الماضى.. تُعيدنا المسلسلات القديمة إلى ذكريات الماضى، مذكرةً إيانا بشخصيتنا وكيف كانت الحياة عندما شاهدناها لأول مرة، وتُظهر الأبحاث أن مشاهدة المسلسلات الكلاسيكية تُعيد إلينا ذكريات من أيام أسعد وأبسط، مثل أيام صغرنا.
الارتباط العاطفى.. تُعرف الروابط العاطفية التي نكوّنها مع شخصياتنا الخيالية المفضلة بالعلاقات الاجتماعية الفوقية، حيث نرتبط بالشخصيات مع مرور الوقت، لذلك عندما نعيد مشاهدة مسلسل، نشعر وكأننا نقضى وقتًا مع أصدقاء قدامى، مما يمنحنا شعورًا بالرفقة والانتماء، تشير الأبحاث إلى أن الكثير من الناس يعودون إلى المحتوى المألوف لهذه التفاعلات الاجتماعية الفوقية.
الصداقة.. الشخصيات الخيالية تُشعرنا بالراحة لأنها دائمًا ما تفعل وتقول الأشياء نفسها بنفس الطريقة، وهي دائمًا متاحة لنا بطرق لا يستطيع الأصدقاء البشريون تقديمها، كما يقول الدكتور داراموس. “ستكون كل حلقة متطابقة تمامًا، وستكون الشخصيات دائمًا حاضرة لمساعدتك.
الضوضاء في الخلفية.. في بعض الأحيان لا يتعلق الأمر بالمراقبة عن كثب، بل الاستماع إلى شيء مألوف أثناء الطهي أو التنظيف.
العناية بالنفس.. إن قضاء بعض الوقت في الاسترخاء ومشاهدة مسلسل قديم يساعدنا على الاسترخاء واستعادة نشاطنا، وهو شكل من أشكال العناية بالنفس، وقد يكون مُجدِّدًا للنشاط.
الفروق الدقيقة الجديدة.. سواء كان ذلك عبارة عن سطر ذكي، أو وجه مضحك، أو مرجع فاتنا من قبل، فإن إعادة مشاهدة العرض يمكن أن تساعدنا في اكتشاف تفاصيل جديدة ممتعة .
الثقافة المشتركة.. إن مشاركة برنامجنا المفضل مع أحد أحبائنا يمكن أن تكون تجربة مميزة، علاوة على ذلك، فإن القدرة على مناقشة الحلقات، واقتباس سطور من البرنامج، والتوصية به للآخرين، أو إلقاء النكات الداخلية تربطنا بمعجبين آخرين، مما يجلب شعورًا بالمجتمع والانتماء.
فوائد مشاهدة المسلسل المفضل
يُخفف العبء المعرفي.. تحتاج أدمغتنا إلى التعافي من التحفيز المفرط المستمر الذي نتعرض له طوال اليوم، لذلك فإن إعادة مشاهدة شيء ما تمنح عقولنا استراحةً عندما نشعر بالإرهاق.
يخفف التوتر والقلق.. يُمكن أن تكون مشاهدة التلفاز وسيلةً للهروب من التوتر والقلق، حيث تُشعرنا القصص المألوفة بالراحة النفسية عندما تبدو الحياة غير مُتوقعة، على عكس التقلبات العاطفية الجامحة التي تُصاحب المحتوى الجديد.
يساعد على تنظيم المشاعر.. عندما نشعر بالضيق أو الإرهاق، فإن إعادة مشاهدة المسلسل تُشعرنا بالراحة توُساعدنا على تنظيم مشاعرنا، لأننا نعلم أن الشخصيات ستتغلب على تحدياتها وأن النهاية ستكون سعيدة، مما يمنحنا شعورًا بالأمل والراحة في حياتنا.
يعزز المزاج.. إن رؤية اللحظات المضحكة أو المؤثرة التي نحبها يمكن أن ترفع معنوياتنا على الفور، بالإضافة إلى مساعدتنا على الشعور بانخفاض الإرهاق، فإنها تزود أدمغتنا أيضًا بجرعة من الدوبامين .
يخفف من الملل والشعور بالوحدة.. تشير الأبحاث إلى أن الحنين الذي نشعر به عندما نعيد مشاهدة عرض ما يمكن أن يحارب الملل والشعور بالوحدة وحتى الحنين إلى الوطن، بالنسبة لأولئك الذين يعيشون بعيدًا عن المنزل.