اخبار نيوز : قلب عجوز وسن صغير.. يعنى إيه شيخوخة القلب وإزاى تتجنبها

لسنوات طويلة، اعتبرت أمراض القلب والأوعية الدموية خاصة بكبار السن ومتوسطي العمر، وعادةً ما تظهر بعد سن الخمسين، إلا أن أطباء القلب يلاحظون الآن اتجاهًا مثيرًا للقلق، إذ يُصاب عدد متزايد من جيل الألفية، وحتى جيل Z، في العشرينات والثلاثينات وأوائل الأربعينات من العمر، بأمراض كانت تُربط سابقًا بالتقدم في السن، وتشير هذه الظاهرة، التي تسمى شيخوخة القلب، إلى أن القلب أكبر بيولوجيًا من العمر الحقيقي، وفقًا لتقرير موقع “EatingWell”.

تعكس شيخوخة القلب الاختلاف بين العمر الزمني، والعمر البيولوجي، الذي يعتمد على مدى صحة القلب والأوعية الدموية، ويمكن أن تساهم عوامل الخطر، مثل ارتفاع ضغط الدم، ومستويات الكوليسترول، وسكر الدم، وزيادة الوزن، ومشكلات وظائف الكلى، في ذلك، وتشير البيانات إلى أن معظم الشباب لديهم قلوب أكبر من عمرهم الحقيقي بعشرة إلى عشرين عامًا، حتى أن أحد اختبارات التصوير المتطورة كشف أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة، أو ارتفاع ضغط الدم، أو داء السكري، قد تكون قلوبهم تعمل لفترة أطول من عمرهم الحقيقي بما يصل إلى 45 عامًا.

إن الأسباب وراء شيخوخة القلب متعددة الأوجه.. لكن أسلوب الحياة هو جوهرها، فقد أدت أنماط الحياة الخاملة، بالإضافة إلى ساعات العمل الطويلة، وإدمان الشاشات، وقلة المجهود البدني، إلى زيادة الإصابة بالأمراض المرتبطة بعادات نمط الحياة مثل السمنة، وداء السكري من النوع الثاني، وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم لدى الشباب، كما أن سوء اختيار الأطعمة، والإفراط في تناول السكر والملح، وسوء عادات الأكل، وقلة النوم، كلها عوامل تزيد من العبء الأيضي على القلب.

لكن أسلوب الحياة لا يقتصر على النظام الغذائي وقلة النشاط البدنى فحسب، بل يتعلق أيضًا بمستويات التوتر اليومي الذى نتعرض لها، خاصة ضغوط العمل، وقضاء ساعات طويلة في زحمة المرور، ورسائل البريد إلكتروني، والجلوس لساعات على مواقع التواصل الاجتماعي، ولن يجد الدماغ لحظة للاسترخاء، وهذه الحالة تضع الجسم في حالة يقظة دائمة ويتأثر القلب أيضًا فنرى سرعة في ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات هرمونات التوتر، وإذا استمرت هذه الحالة لعدة أشهر وسنوات، فإنه يُحدث ضررًا بالغًا على الجهاز القلبي الوعائي.

إن ارتفاع ضغط الدم، واضطرابات نظم القلب، واحتشاء عضلة القلب المبكر، يُفسر هذا التفاعل بين الإجهاد والقلب جزئيًا بما يُطلق عليه الباحثون اسم الالتهاب، ومع الإجهاد المزمن، تزداد مستويات وسطاء الالتهاب مثل IL-6 وTNF-α  في الدم، وغالبًا ما يكون هذا الالتهاب بدون أعراض، ولكنه يُسرع من حدوثه بشكل مزمن.

ويترتب على ذلك العديد من المشكلات المرتبطة بالقلب خاصة لدى جيل الألفية وجيل Z.. على النحو التالى:

يُسبب تصلب الشرايين المبكر.
يؤذي عضلة القلب.
الاكتئاب.
ارتفاع ضغط الدم.
داء السكري.

وغالبًا ما تبدأ أمراض القلب المستقبلية في مرحلة الطفولة، حيث تابعت دراسة رائدة للقلب استمرت لعقود على الأطفال، أظهرت أن السمنة وارتفاع ضغط الدم ومستويات الكوليسترول خلال العام الدراسي يمكن أن تنتقل بقوة إلى مرحلة البلوغ، مما يُهيئ الظروف لأمراض القلب والأوعية الدموية المبكرة، ويحمل الكثير من شباب اليوم هذه الأعباء الصامتة.

دور العوامل الوراثية في أمراض القلب
 

ولدى البعض الآخر تهديدات وراثية، مثل اعتلال عضلة القلب الضخامي الذي قد لا يُلاحظ خلال مرحلتى الطفولة والمراهقة، ولكنه يظهر فجأة مع اضطرابات نظم القلب أو قصور القلب في الثلاثينيات، ويستقبل الأطباء المزيد من المرضى الشباب الذين يعانون من أعراض مثل الخفقان والتعب وثقل في الصدر، والتي غالبًا ما تُعزى إلى الإجهاد أو الحموضة، ولكن اختبارات إضافية تؤكد وجود تضيق في الشرايين أو خلل مبكر في وظائف القلب.

وتشير دراسات المؤشرات الجزيئية أيضًا إلى أن ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية، وانخفاض كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة، وأنماط مثيلة الحمض النووي غير الطبيعية، ترتبط بتسارع الشيخوخة فوق الجينية للقلب (علم الوراثة فوق الجينية السريري).

ويمكن علاج شيخوخة القلب المبكرة، واستعادة مرونة القلب من خلال تغيير عادات نمط الحياة، حيث تركز جمعية القلب الأمريكية على أساسيات الحياة للوقاية من مشكلات القلب.. على النحو التالى:
 

اتباع نظام غذائي صحي.
ممارسة الرياضة بانتظام.
التحكم في الوزن.
النوم الجيد.
الامتناع عن التدخين.
الحفاظ على ضغط الدم والكوليسترول ومستويات السكر في الدم ضمن المعدلات الطبيعية.
الاهتمام بالصحة العقلية.