فقدان الذاكرة أمر شائع لدى جميع الأعمار، مثلا النسيان الخفيف أو نسيان اسم شخص ما أو مكان ترك شيء ما أمر طبيعي تمامًا، فهو ليس علامة على شيء محدد حتى يتفاقم.
ولكن مع تقدمك في السن، قد تزداد فرص تعرضك لفقدان الذاكرة، بل قد تبدأ بالقلق من أن يكون ذلك علامة على مرض أكثر خطورة، مثل الخرف، في حين أن النسيان قد يكون جزءًا طبيعيًا من الشيخوخة، فإن الخرف ليس كذلك.
إليك ما تحتاج إلى معرفته حول كيف يمكن أن يكون فقدان الذاكرة علامة على ضعف إدراكي أكثر خطورة.
ما هو سبب فقدان الذاكرة؟
وفقا لتقرير موقع ” brainhq”، قد يصاب أي شخص بفقدان الذاكرة العرضي، مهما كان عمره، أحيانًا يكون هناك سبب خارجي، مرتبط بأسلوب حياتك، وإجراء تغييرات في حياتك قد يساعد:
قلة النوم: عند حرمانك من النوم، قد تجد صعوبة في التركيز وتذكر المعلومات، وفقًا لمؤسسة النوم.
التوتر والقلق والاكتئاب: القلق من أحداث الحياة المرهقة قد يصعب عليك التركيز واستيعاب المعلومات الجديدة، كما يمكن أن يسبب الاكتئاب مشاكل في الذاكرة، وفقًا للمعهد الوطني للشيخوخة (NIA).
الأدوية: بعض الأدوية الموصوفة طبيًا أو التي تصرف بدون وصفة طبية قد تسبب النعاس أو الارتباك، مضادات الاكتئاب من الأسباب الشائعة.
لكن أحيانًا يكون سبب فقدان الذاكرة داخل الدماغ بسبب تقدم الدماغ في السن، مع التقدم في السن، يزداد “ضجيج” الدماغ، مما يضيف بعض التشويش، عند حدوث ذلك، تختلط المعلومات الواردة من حواسك (عينيك وأذنيك مثلاً) مع ضجيج الدماغ، مما يُصعّب عليك الانتباه وتذكر ما تراه وتسمعه.
هل هو مجرد فقدان للذاكرة أم شيء أكثر خطورة؟
قد يكون فقدان الذاكرة المرتبط بالتقدم في السن محبطًا ومخيفًا، لكن هذا لا يعني دائمًا أنك على وشك الإصابة بالخرف، إليك بعض الأنواع الشائعة من فقدان الذاكرة، وما يجب الانتباه إليه:
الخطأ: عدم تذكر الأسماء
إذا كان الشخص الذي التقيت به للتو أو لا تراه كثيرًا، فهذا عادةً ما يكون خللًا طبيعيًا في الذاكرة قصيرة المدى، والسبب: أن المعلومات لم تترسخ في دماغك أصلًا.
ربط سمة جسدية مميزة باسمهم في ذهنك
إذا كنت تنسى أسماء أفراد عائلتك أو أصدقائك المقربين، فقد يكون ذلك مؤشرًا على مشكلة أكثر خطورة، في هذه الحالة، ينصح بحجز موعد مع طبيبك.
غالبًا ما يكون هذا نتيجة تعدد المهام، كثير منا يقوم بأشياء كثيرة في الوقت نفسه، مما يعني أننا لم ننتبه جيدًا لنشاط تلقائي، مثل وضع الهاتف جانبًا، لتسجيله في الذاكرة.
الأمر الأكثر إثارة للقلق هو عدم قدرتك على تتبع خطواتك، ربما لا تتذكر متى أو أين رأيت الشيء آخر مرة، أو تفقد أشياءً باستمرار ولا تجدها على الإطلاق، ومن العلامات الأخرى التي قد تشير إلى وجود مشكلة خطيرة، وفقًا لجامعة جونز هوبكنز الطبية: وضع الأشياء في أماكن غير مألوفة بشكل متزايد.
ولكن هل هو شيء أكثر خطورة؟
إذا لم تكن متأكدًا مما إذا كان فقدان ذاكرتك مشكلة، فاسأل نفسك: هل هذا يعيقني عن مواصلة حياتي؟ قد تكون فقدانات الذاكرة محبطة، ولكن إذا لم تمنعك من ممارسة ما تحب، فلا داعي للقلق على الأرجح.
تواصل مع أصدقائك وعائلتك أيضًا، يستطيع معظم أفراد العائلة ملاحظة أي تغيير ملحوظ، إذا لم يكونوا قلقين بشأن ذاكرتك، فغالبًا ما تكون بخير، ومع ذلك، إذا أثاروا مخاوف لم تكن على دراية بها، فقد يكون الوقت قد حان للتحدث مع طبيبك.
وبالمثل، ينصح بمراقبة علامات الخرف لدى حولك، من أبرز علامات الخرف تكرار السؤال نفسه، خاصةً إذا لم يتذكر طرحه في المرة الأولى.
عندما يتوقف الناس عن الاهتمام بنظافتهم الشخصية، مثل تنظيف أسنانهم أو تناول الطعام بشكل صحيح، فهذا عرض آخر، وفقًا لجمعية الزهايمر، تشمل العلامات التحذيرية الأخرى للخرف ما يلي:
الضياع في الأماكن المألوفة
النضال من أجل اتباع الاتجاهات
نسيان دفع الفواتير في كثير من الأحيان أو مواجهة صعوبة في تتبع الأموال
صعوبة في أداء المهام المألوفة
فقدان الإحساس بالوقت أو عدم معرفة السنة أو الفصل الذي نعيشه
تغيرات في المزاج أو الشخصية، قد يكون المصابون بالخرف أكثر انفعالًا أو عرضة للانزعاج.
ما يمكنك فعله
إذا لاحظتَ فقدان في التذكر، وترغب في اتخاذ إجراء، يمكنكَ مساعدة عقلكَ بالتنظيم. طبّق هذه النصائح:
اتبع روتينًا يوميًا
ضع أغراضك الأساسية اليومية – الهاتف والمفاتيح والمحفظة – في نفس المكان كل يوم
استخدم أدوات الذاكرة مثل التقويمات ومنبهات الهاتف والملاحظات اللاصقة
خطط لمهامك وأعد قوائم المهام
يمكنك أيضًا مكافحة فقدان الذاكرة من بدايته بالعناية بعقلك. فالحصول على نوم أفضل، وتقليل مصادر التوتر والقلق، وتناول أطعمة صحية للدماغ، وممارسة الرياضة، كلها عوامل تُحسّن صحة الدماغ وتُساعد على تقوية الذاكرة.