مرض الغدة الدرقية ليس مجرد زيادة فى الوزن أو الشعور بإرهاق، بل غالبًا ما يظهر من خلال تغيرات تظهر على الجلد والشعر والأظافر، وبينما تتواجد الغدة الدرقية في أعماق الرقبة، قد يلاحظ أطباء الجلد، علامات تحذيرية مبكرة على الجلد، ويُعد الكشف المبكر أمرًا بالغ الأهمية، إذ قد تؤدي اضطرابات الغدة الدرقية غير المعالجة إلى مضاعفات مثل عدم انتظام ضربات القلب، أو الألم المستمر، أو بطء التئام الجروح، وفقًا لتقرير موقع “تايمز أوف انديا”.
وفقًا لما ذكرته جمعية الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية، تُقدم الجمعية قائمة مرجعية مفصلة لمساعدتك فى التعرف على العلامات المحتملة لمرض الغدة الدرقية واتخاذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب.
فهم اختلالات أو اضطرابات الغدة الدرقية.. وتأثيرها على على الجلد والشعر والأظافر
الغدة الدرقية هي غدة على شكل فراشة تقع في مقدمة الرقبة، وتُنتج هرمونات مثل الثيروكسين (T4) وثلاثي يودوثيرونين (T3)، والتي تُنظم وظائف الجسم الأساسية، بما في ذلك التمثيل الغذائي، ومعدل ضربات القلب، والتنفس، والتحكم في درجة حرارة الجسم، وأي خلل في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، سواءً كان فرط أو نقص نشاطها، يُمكن أن يُؤدي إلى تغيرات ملحوظة في بشرتك وشعرك وأظافرك.
حتى التغيرات الطفيفة، مثل جفاف الجلد أو بطء نمو الأظافر، قد تشير إلى خلل في وظائف الغدة الدرقية، لذلك فإن الكشف المبكر عن هذه العلامات يسمح بالتقييم الطبي ويمنع المضاعفات طويلة الأمد.
تغيرات الجلد نتيجة اختلال وظائف الغدة الدرقية
يُعد الجلد من أوائل المناطق التي تظهر عليها اختلالات الغدة الدرقية، ويتجلى ذلك فيما يلى:
بشرة جافة أو شاحبة
وذلك لأن قصور الغدة الدرقية يسبب إبطاء عملية التمثيل الغذائي، مما يقلل من تدفق الدم إلى الجلد، وغالبًا ما يؤدي هذا إلى جفاف الجلد وشحوبه ويكون مثيرًا للحكة، ومع مرور الوقت، قد يتشقق الجلد، خاصةً في اليدين والقدمين.
بشرة رطبة مخملية
من ناحية أخرى، يزيد فرط نشاط الغدة الدرقية من الدورة الدموية والتعرق، مما يُنتج بشرة ناعمة ودافئة ومخملية، تُشبه بشرة الطفل، ورغم أنها قد تبدو صحية، إلا أنها غالبًا ما تكون حساسة وعرضة للاحمرار.
التورم والتغيرات في الوجه
يمكن أن يُسبب اختلال توازن الغدة الدرقية تورمًا غائرًا في الوجه، خاصةً حول الجفون والشفتين واللسان، وفي الحالات المزمنة، قد تتسع ملامح الوجه، مثل الأنف، وقد يبدو الجلد منتفخًا أو شمعيًا.
التصبغ والطفح الجلدي
يمكن أن يؤدي فرط أو نقص هرمون الغدة الدرقية أيضًا إلى تغير لون الجلد، فعلى سبيل المثال، قد يظهر فرط التصبغ في ظهور ثنيات راحة اليد، أو اللثة، أو مناطق أخرى من الفم، كما قد تؤدي اضطرابات الغدة الدرقية المناعية الذاتية إلى ظهور طفح جلدي، وبقع متقشرة، وكتل شمعية، وخاصة في طيات الجلد.
تغيرات العين
يُعد بروز العينين علامة مميزة لمرض جريفز، وهو شكل من أشكال فرط نشاط الغدة الدرقية المناعي الذاتي، ويحدث هذا عندما تتورم الأنسجة خلف العينين، مما يؤدي إلى بروزها.
اضطرابات التعرق
يمكن لأمراض الغدة الدرقية أيضًا أن تؤثر على إنتاج العرق، وغالبًا ما يُسبب فرط نشاط الغدة الدرقية تعرقًا مفرطًا، بينما يُمكن لقصور الغدة الدرقية أن يُقلل من التعرق، مما يُؤدي إلى جفاف الجلد وحساسيته.
تغيرات الشعر المرتبطة بخلل الغدة الدرقية
ترقق الشعر وتساقطه
غالبًا ما يُسبب قصور الغدة الدرقية ترقق الشعر أو تساقطه عند الحواف الخارجية للحاجبين، بينما قد يؤدي فرط نشاط الغدة الدرقية إلى ترقق منتشر في فروة الرأس، وفي بعض الحالات، قد تظهر بقع صلعاء متفرقة.
تغييرات الملمس
يمكن أن يؤدي انخفاض مستويات هرمون الغدة الدرقية إلى جعل الشعر خشنًا وجافًا وهشًا، وفي حين أن ارتفاع مستويات هرمون الغدة الدرقية يمكن أن يجعل الشعر ناعمًا ورقيقًا وعرضة للتساقط.
تغيرات شعر الجسم
يمكن أن يؤدي اختلال توازن الغدة الدرقية إلى تقليل شعر الجسم على الذراعين والساقين ومناطق أخرى، مما يعكس اضطراب التمثيل الغذائي العام.
صحة فروة الرأس
حكة فروة الرأس، وقشرة الرأس، وبطء نمو الشعر من الأعراض الشائعة أيضًا في أمراض الغدة الدرقية، وتعد مراقبة هذه التغيرات قد تساعد في الكشف المبكر عن مشكلات الغدة الدرقية.
تغيرات الأظافر التي تشير إلى مشكلات في الغدة الدرقية
تغير ملمس وقوة الأظافر
غالبًا ما يؤدي قصور الغدة الدرقية إلى ظهور أظافر سميكة وهشة ذات خطوط مرئية، في حين أن فرط نشاط الغدة الدرقية يمكن أن يؤدي إلى ظهور أظافر ناعمة ولامعة وهشة تتفتت بسهولة.
معدل النمو
قد يتباطأ نمو الأظافر في حالة قصور الغدة الدرقية ويتسارع في حالة فرط نشاط الغدة الدرقية، مما يعكس التغيرات الأيضية الشاملة.
التشوهات الهيكلية
يرتبط تورم أطراف الأصابع، والأظافر المنحنية، والجلد السميك فوق الظفر (التضخم) أحيانًا بأمراض الغدة الدرقية، وخاصة في الحالات المزمنة.
الحكة وحساسية الجلد
الحكة دون طفح جلدي واضح علامة خفية لكنها دالة أيضًا على اختلال توازن هرمون الغدة الدرقية، وقد يجعل البشرة جافة وحساسة وعرضة لطفح جلدي لا يمكن علاجه أو حكة مستمرة.
زيادة المخاطر لدى الأشخاص الذين يعانون من حالات جلدية موجودة مسبقًا
قد تؤدي بعض أمراض المناعة الذاتية أو الجلدية إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض الغدة الدرقية.. على النحو التالى:البهاق: الذي يسبب تصبغ الجلد على شكل بقع.
الشرى المزمن: والذي قد يكون مرتبطًا بمحفزات المناعة الذاتية.
الثعلبة البقعية: وهي حالة تساقط الشعر المناعي الذاتي.
متى يجب استشارة الطبيب؟
إذا لاحظت علامات متعددة من قائمة الأعراض، مثل جفاف الجلد أو حكة فيه، أو تساقط الشعر، أو هشاشة الأظافر، أو تورم، أو طفح جلدي غير مبرر، فقد حان الوقت لاستشارة الطبيب، فقد لا تشير هذه التغيرات بالضرورة إلى مرض الغدة الدرقية، ولكن يمكن للطبيب تقييم أعراضك وطلب فحوصات دم لتقييم مستويات هرمون الغدة الدرقية، كما يمكن للتشخيص والعلاج المبكرين أن يمنعا حدوث مضاعفات خطيرة، ويحسنا صحة الجلد والشعر.