اخبار نيوز : صياد من نوع خاص.. عم أمين يستخرج “دود الرملة” من الأعماق ويبيعه للصيادين

مع أول خيوط الفجر يبدأ عم أمين رشوان رحلته اليومية مع مطاردة الرزق في قلب البحر. ببدلته البسيطة وأدواته المتواضعة، ينطلق الرجل الخمسيني إلى أعماق المياه، ليس بحثًا عن السمك كما يفعل معظم الصيادين، بل عن “صيد خاص” لا يعرف أسراره إلا القليلون: دود البحر. ذلك الكائن الصغير المخبأ بين الرمال والصخور، الذي أصبح مصدر رزقه الوحيد ورفيق عمره.

 

يحكي العم أمين لـ”اليوم السابع”: “بدأت رحلتي مع البحر كهواية، لكن مع الوقت بقى مصدر رزق. من وأنا في تالتة ابتدائي وأنا بساعد أهلي في البحر، وكبرت مع الشغلانة، لحد ما بقيت أعتبرها حياتي أنا وولادي”.

 

رحلته مع البحر لم تقتصر على اصطياد السمك فقط، بل تعلم بنفسه الغطس واكتشف عالما مختلفًا تحت الماء. “بصطاد السمك ودود الرملة، وكل حاجة وليها زبونها الخاص. خدت المهنة كهواية في الأول، ومع السنين بقت شغلي وشغف حياتي”.

مغامرات الأعماق

بابتسامة هادئة رغم التعب، يروي: “بغطس لحد 10 متر في قاع البحر علشان أجيب دود الرملة، وده من أغلى وأفضل أنواع الدود اللي لصيد السمك. ممكن أقعد تحت 5 ساعات متقطعة بين الغطس والراحة. بنزل الفجر، وأرجع تاني مع الغروب علشان ألحق يومي”. لكن المغامرة ليست دائمًا آمنة، فالمخاطر تحيط به في كل مرة ينزل: “أوقات بتصيبني جروح بسبب بقايا الزجاج أو الصخور، لكن دي متاعب المهنة ومافيش شغل سهل”.

ورث عم أمين المهنة لابنه نور صاحب الـ24 عامًا، الذي يرافقه في الغطس. يقول نور بابتسامة فخر: “بنزل مع أبويا كنوع من المساعدة والهواية. أنا بعشق البحر زي ما هو بيعشقه، المهنة متعبة جدًا لكن برغم ده ممتعة، وبتخلي بينا وبين البحر علاقة خاصة”.