في مشهد صادم، فقدت الرياضة البرازيلية واحدًا من لاعبيها الهواة، الحارس أنطونيو إيدسون دوس سانتوس، الذي سقط مغشيًا عليه أثناء مشاركته في مباراة لكرة قدم الصالات بولاية “بارا”، كان الحارس قد تصدى لركلة جزاء ببراعة، قبل أن ينهار فجأة وسط الملعب، مخلفًا حالة من الذهول بين زملائه والجماهير، وعلى الرغم من التدخل السريع من الفريق الطبي الموجود في الصالة ومحاولات الإنعاش القلبي والرئوي، فإن حياته لم تُنقذ، إذ فارق الحياة بعد دقائق معدودة في المستشفى.
ورجح الأطباء أن يكون سبب الوفاة مرتبطاً بتوقف مفاجئ في عضلة القلب أو اضطراب حاد في الدورة الدموية، وهي مشكلات قد تصيب الرياضيين رغم لياقتهم العالية ومظهرهم الصحي.
هذه الواقعة المؤلمة سلطت الضوء مجددًا على قضية خطيرة، وهي تعرض الرياضيين حتى الأصحاء ظاهريًا لمشكلات قلبية قد تنتهي بفقدان حياتهم بشكل مفاجئ.
كيف يفسر الأطباء هذه الحالات المفاجئة؟
بحسب تصريحات الدكتور إيهاب عبد الرازق، أستاذ جراحات الشريان الأورطي وجراحات القلب المفتوح بجامعة عين شمس، فإن الأزمات القلبية المفاجئة بين الرياضيين ليست أمرًا غريبًا أو مستبعدًا، بل هي واقع يُسجل من وقت لآخر في مختلف الرياضات. ويوضح أن السبب المباشر غالبًا يكون اضطرابًا حادًا في عمل عضلة القلب أو توقفًا مفاجئًا في الدورة الدموية، وهو ما يتسبب في فقدان الوعي والوفاة إذا لم تتم الاستجابة الطبية بشكل فوري وفعّال.
أبرز العوامل التي تزيد من الخطر
الدكتور عبد الرازق يشير إلى مجموعة من الأسباب التي تجعل قلب الرياضي عرضة لمثل هذه الأزمات:
الجهد البدني المفرط: التدريب المكثف قبل البطولات أو محاولة بناء عضلات بسرعة يضع عبئًا يفوق قدرة القلب.
العيوب الخلقية الصامتة: بعض اللاعبين يولدون بمشكلات قلبية غير ملحوظة، لكنها تظهر فجأة عند ممارسة جهد كبير.
ضيق الشريان التاجي المستتر: قد لا يشعر به الرياضي حتى يتعرض قلبه لضغط شديد.
اضطراب كهرباء القلب: اختلالات في الإشارات العصبية قد تؤدي لاضطراب النبض وانهيار مفاجئ.
أمراض وراثية نادرة مثل مرض “هوكم”، الذي يتميز بتضخم في جدار القلب دون ظهور أعراض واضحة، ما يجعله عامل خطر خفيًا للرياضيين.
خطوات الوقاية الضرورية للرياضيين
بحسب الدكتور عبد الرازق، هناك مجموعة من التوصيات الأساسية لكل من يمارس الرياضة بشكل منتظم:
1. الفحص المبكر: أي شخص لديه تاريخ عائلي مع أمراض القلب يجب أن يخضع لكشف دوري يشمل رسم قلب وأشعة موجات صوتية.
2. برنامج تدريبي مضبوط: من المهم أن يتم وضعه بواسطة مختص، مع تحديد الأحمال الرياضية بما يتناسب مع قدرات الجسم والقلب.
3. التغذية السليمة: الاعتماد على البروتينات الصحية، الخضراوات، الفاكهة، الكربوهيدرات المتوازنة، مع ترطيب كافٍ للجسم.
4. تجنب التدخين: سواء المباشر أو السلبي، لما له من أثر مدمر على الشرايين والقلب.
5. إدارة الأمراض المزمنة: مثل الضغط والسكر، إذ يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات كارثية إذا لم تتم متابعتها.
6. التحكم في التوتر النفسي: القلق الزائد قبل المباريات قد يشكل ضغطًا إضافيًا على عضلة القلب.
علامات إنذار لا يجب تجاهلها
يحذر الدكتور عبد الرازق من إهمال بعض الأعراض التي قد تظهر بعد التمارين أو المباريات، مثل: الإرهاق الشديد غير المبرر، صعوبة التنفس، اضطراب ضربات القلب، الإحساس بضغط في الصدر، أو الحاجة غير المعتادة للراحة الطويلة بعد مجهود. ظهور هذه العلامات يستدعي التوجه مباشرة إلى طبيب قلب مختص.
أطعمة ومشروبات تجنبها قبل المباريات
هناك قائمة من الأطعمة والمشروبات يجب أن يبتعد عنها الرياضيون قبل ممارسة الرياضة، مثل: المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة، الأطعمة الدسمة والمقلية، الوجبات السريعة، منتجات الألبان، الأطعمة الغنية بالألياف بشكل مفرط، الأطعمة الحارة، وكذلك الحلويات المصنعة.
حادثة وفاة الحارس البرازيلي تعكس بوضوح أن النشاط الرياضي لا يُحصّن القلب دائمًا من المخاطر. الفحص الدوري، الانتباه للأعراض، الالتزام بالنصائح الطبية، وتجنب السلوكيات الخاطئة في التدريب أو التغذية؛ كلها عوامل أساسية للوقاية من الأزمات القلبية المفاجئة التي قد تسرق حياة رياضي في أوج عطائه.
Un arquero murió tras atajar un penal en un torneo amateur de futsal en Brasil. pic.twitter.com/kAOKO7H3FX
— MDZ Online (@mdzol) September 4, 2025