توصلت دراسة أجراها باحثون في جامعة بريستول البريطانية، إلى أن الرضاعة الطبيعية حتى عمر 6 أشهر، تساعد على تنمية القدرات العقلية للطفل عند بلوغه مرحلة المراهقة.
تأثير الرضاعة الطبيعية على صحة المراهقين
وبحسب موقع “News medical life sience”، قام الباحثون بفحص الارتباط بين الرضاعة الطبيعية في عمر ستة أشهر، ومجموعة واسعة من النتائج المعرفية العصبية حتى أواخر مرحلة المراهقة.
تفاصيل الدراسة
رغم اختبار الذاكرة بطرق متعددة، فإن مهمة واحدة محددة فقط من مهام الذاكرة العاملة (التكرار غير اللفظي) في سن الثامنة، أظهرت ارتباطاً قوياً ودائماً بالرضاعة الطبيعية لمدة 6 أشهر، ولم تلب مقاييس الذاكرة الأخرى عتبة الأهمية الصارمة بعد التعديل.
استخدمت الدراسة بيانات من دراسة أفون الطولية للآباء والأطفال (ALSPAC)، التي شملت أكثر من 14,500 امرأة حامل في المملكة المتحدة، وأكملت الأمهات وشركاؤهن استبيانات خلال فترة الحمل وبعد الولادة، قدّمت بيانات حول تغذية الرضيع وخصائصه الأساسية.
وتم تقييم حالة الرضاعة الطبيعية عند عمر أربعة أسابيع، وستة أشهر، وخمسة عشر شهرًا، وفي هذا التحليل، كانت الرضاعة الطبيعية عند عمر ستة أشهر هي العامل الرئيسي، دون التمييز بين الرضاعة الطبيعية الحصرية والجزئية.
وتم ادراج عدة عوامل مربكة لمراعاة التأثيرات الاجتماعية والديموغرافية، وتحديدًا تعليم الأم والأب، وعمر الأم عند الولادة، وترتيب الولادة، وملكية السكن، وطريقة الولادة، وتدخين الأم أثناء الحمل، ومن المعروف أن هذه العوامل تؤثر على كلٍّ من ممارسات الرضاعة الطبيعية ونتائج الأطفال.
النتائج الرئيسية
من بين 11,337 أمًا استجابت للاستبيان بعد ستة أشهر، كانت 28.7% منهن لا يزلن يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية، و24.4% لم يسبق لهن الرضاعة الطبيعية، و46.9% توقفن عنها قبل ستة أشهر.
وركزت التحليلات على الأطفال الذين رضعوا رضاعة طبيعية في عمر ستة أشهر، مقارنةً بمن لم يرضعوا رضاعة طبيعية قط؛ واستُبعد الأطفال الذين توقفوا عن الرضاعة الطبيعية قبل ستة أشهر.
وأشارت اختبارات النمو المبكرة إلى وجود فروق طفيفة دائمة، حيث كانت المهارات الحركية الدقيقة في عمر 30 و42 شهرًا، هي السمات الوحيدة لمرحلة ما قبل المدرسة المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالرضاعة الطبيعية، وأظهر معدل الذكاء آثارًا إيجابية باستمرار، حيث سجل الأطفال الذين رضعوا رضاعة طبيعية لمدة ستة أشهر درجات أعلى في اختبارات الذكاء اللفظي والأداء والذكاء الكلي في عمر 8 و15 عامًا، بمتوسط مكاسب تراوحت بين 4.1 و5.1 نقطة في معدل الذكاء.
وأظهرت القدرة على القراءة ارتباطات قوية عبر مقاييس متعددة، بما في ذلك التقييمات الوطنية، بينما كانت ارتباطات التهجئة أضعف، وكانت نتائج اللغة متباينة، ولكن لوحظ تحسن كبير في مهارات المحادثة البراجماتية في سن التاسعة، وفقًا لقائمة التحقق من التواصل للأطفال.
وأظهر الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية أداءً أفضل في الرياضيات في كل من تقييمات المعلمين والتقييمات الوطنية، ولكن الارتباطات المماثلة في العلوم لم تصل إلى عتبة الدلالة الصارمة، بينما كانت الفوائد السلوكية محدودة، مع أن الأطفال الذين رضعوا رضاعة طبيعية أظهروا انخفاضًا في فرط النشاط ومستويات النشاط في سنوات ما قبل المدرسة.
وشملت النتائج الإضافية ارتفاعًا في احتمالية استخدام اليد اليمنى، ووجود مركز تحكم داخلي أكبر في سن الثامنة.