أصرّ السير كير ستارمر، رئيس وزراء بريطانيا على أنه لن يستقيل بسبب فضيحة اللورد ماندلسون، وألقى باللوم على فريقه لعدم إطلاعه على رسائل البريد الإلكترونى التى تبادلها مع الملياردير الأمريكى الراحل المدان بالإتجار بالبشر جيفرى إبستين.
وأقرّ رئيس الوزراء البريطانى، الاثنين، بأنه كان على علم برسائل البريد الإلكترونى بين اللورد ماندلسون والمُدان بالاعتداء الجنسى على الأطفال، وذلك عندما دافع عن السفير السابق لدى الولايات المتحدة فى مجلس العموم الأسبوع الماضى.
ومع ذلك، ادّعى أنه كان يعلم فقط بوجود تحقيق تجريه وزارة الخارجية، ولم يكن يعلم – ولم يسأل – عن محتوى الرسائل، التى تبيّن لاحقًا أن اللورد ماندلسون حثّ إبستين على السعى لإطلاق سراحه المبكر من السجن.
وأثارت هذه الفضيحة تساؤلات حول سلطة السير كير، ومن كان على علم بأمر هذه الرسائل فى فريقه، بمن فيهم مورجان ماكسوينى، رئيس موظفيه.
وفى حديثه على القناة الرابعة مساء الاثنين، بدا السير كير وكأنه يُلقى باللوم على موظفيه لعدم تنبيهه إلى الرسائل قبل دفاعه عن اللورد ماندلسون في جلسة أسئلة رئيس الوزراء.
وقال: “بالنظر إلى الماضى، كان من الأفضل لو عُرضت عليّ تفاصيل المواد قبل جلسة أسئلة رئيس الوزراء. وإذا كنت تسألني الآن، بعد أيام، هل كان من الأفضل لو عُرضت عليّ المزيد من هذه المواد صراحةً؟ عندها نعم، كان من الأفضل. لكننى راضٍ عن أن الفريق بذل قصارى جهده للحصول على الإجابات التى يحتاجونها من بيتر ماندلسون”.
وألمح رئيس الوزراء إلى أنه كان غاضبًا من اللورد ماندلسون، مضيفًا: “أنا غاضب. لا أعتقد أن الغضب يُساعد هنا، لكنني أشعر بخيبة أمل. أشعر أن العملية قد اكتملت، والآن ظهرت معلومات، ولو كنتُ أعرفها فى ذلك الوقت، لما عيّنته. ولو كنتُ أعلم طبيعة العلاقة ومداها، وحقيقة أنه كان يُشكك في الإدانة ويُطعن فيها. لقد عملتُ لسنواتٍ على قضايا العنف ضد المرأة، وللفتيات، لسنواتٍ طويلة. أعرف تمامًا كيف يؤثر كل هذا على الضحايا”.
وعندما سُئل عما إذا كان سيستقيل من منصبه كرئيس للوزراء لمنع حكومة إصلاحية، أجاب: “لا، لأنى مُدرك تمامًا للمهمة التي أمامي، فنحن أمام مفترق طرق حقيقي فيما يتعلق بمستقبل هذا البلد. سنمضي قدمًا مع حزب العمال من أجل التجديد الوطنى، ودعوة وطنية لهذا البلد ودفعه إلى الأمام، وطنية حقيقية، وإلا سنشهد انقسامًا وتراجعًا في ظل الإصلاح… وبلدًا يشعر فيه الناس بأنهم ليسوا جزءًا من البلد الذى ننتمى إليه، هو بلدٌ مُثيرٌ للانقسام”.