في وقت أصبحت فيه اللياقة البدنية صناعة ضخمة تقوم على الاشتراكات الباهظة في الصالات الرياضية “الجيم”، والأجهزة الحديثة، والبرامج التدريبية المكثفة، يطل علينا خبر علمي يبسط الأمور ويعيدنا إلى أصل العادات الصحية التي لا تحتاج إلى تكاليف، أكد الأطباء أن المشي اليومي البسيط، ولو لمدة عشرين دقيقة فقط، يمكن أن يكون له أثر يفوق الذهاب المنتظم إلى صالة الألعاب الرياضية في الحفاظ على صحة القلب وتعزيزها، وفقا لموقع تايمز ناو.
المشي باعتباره عادة يومية منتظمة قد يبدو في البداية نشاطاً بسيطا لا يرقى إلى مستوى التمارين الرياضية الشاقة، لكن أثره التراكمي عبر الزمن مذهل، فالمشي يساعد على تقوية عضلة القلب، وتحسين الدورة الدموية، وخفض ضغط الدم، وتقليل مستويات الكوليسترول الضار، وكلها عوامل حاسمة في الوقاية من أمراض القلب المزمنة التي باتت من أكبر أسباب الوفاة حول العالم.
وأكد الخبراء أن المشي لا يقتصر على الفوائد الجسدية فقط، بل يمتد أثره إلى الصحة النفسية، إذ يعمل على تقليل التوتر والقلق، ويعزز إفراز هرمونات السعادة، مما ينعكس على المزاج العام والشعور بالراحة، كما أن إدخال عادة المشى فى الروتين اليومى يمنح الشخص طاقة إضافية تساعده على الإنجاز فى حياته العملية والشخصية.
من ناحية أخرى، يوضح الأطباء أن صالات الألعاب الرياضية قد تكون مفيدة لمن يرغب في بناء العضلات أو اتباع برامج تدريبية مكثفة، لكنها في كثير من الأحيان تشكل عائقاً نفسياً ومالياً للمبتدئين فتكاليف الاشتراك قد تكون مرتفعة، والبيئة قد لا تناسب الجميع، بينما المشي مجاني بالكامل، ومتاح للجميع، ويمكن ممارسته في أي مكان وزمان دون تجهيزات خاصة.
ولترسيخ هذه العادة، ينصح الأطباء باستخدام طريقة بسيطة أثبتت فعاليتها نفسياً، وهي تتبع أيام المشي في تقويم شخصي أو دفتر، ووضع علامة مميزة على كل يوم يتم فيه الالتزام بالمشي هذه العلامة البصرية تخلق لدى العقل شعوراً بالإنجاز، وتدفع الشخص إلى المحافظة على الاستمرارية، لأن تخطي يوم واحد قد يبدو بمثابة خرق لالتزام شخصي صعب تجاوزه.
لا تحتاج صحة القلب إلى التعقيد أو التكاليف الباهظة، بل إلى عادات صغيرة وبسيطة يتم الالتزام بها يومياً، 20 دقيقة من المشي قد تكون المفتاح لحياة أطول، أكثر صحة، وأكثر سعادة، وهو ما يجعل من هذه الخطوة البسيطة استثماراً حقيقياً في المستقبل.