العوائم هي بقع سوداء صغيرة، أو خطوط خيطية، أو أشكال تشبه شبكة العنكبوت، تظهر عبر مجال الرؤية، وبالنسبة للكثيرين، تظهر وتختفي دون أي ضرر، وعادةً ما ترتبط بالشيخوخة الطبيعية، ولكن عندما يزداد عدد العوائم فجأة أو تظهر مع ومضات من الضوء، فقد تكون طريقة العين في إرسال إشارة تحذير، وهو ما يوضحه تقرير موقع “تايمز أوف انديا”.
يوضح أطباء العيون أنه على الرغم من أن معظم العوائم غير ضارة، إلا أن تجاهل التغيرات المفاجئة قد يضر بصحة البصر في بعض الأحيان، وإليك كل ما نحتاج لمعرفته حول سبب حدوث ذلك وتأثيره على صحة العين.
العالم السري داخل العين
داخل كل عين، توجد مادة هلامية تُسمى الجسم الزجاجي، ومع التقدم في السن، يبدأ هذا الهلام بالتحول إلى سائل، وتطفو داخله كتل صغيرة غير مذابة، تُلقي هذه الكتل بظلالها على الشبكية، فتبدو كأجسام عائمة، وفي معظم الحالات، يكون هذا طبيعيًا تمامًا، ولكن عندما يضغط الهلام بقوة على الشبكية، فقد يُسبب أحيانًا تمزقات صغيرة، وقد تؤدي هذه التمزقات، إذا لم تُعالج، إلى انفصال الشبكية، وهي حالة تُهدد البصر.
متى تصبح البقع غير الضارة علامات إنذار؟
ليست كل الأجسام العائمة متساوية، وعادةً ما يكون الظهور التدريجي والبطيء للأجسام العائمة على مر السنين غير ضار، لكن ظهورها المفاجئ، خاصةً مع ومضات تشبه البرق، قد يعني أن شبكية العين تتعرض لضغط، ولأن الشبكية أكثر طبقات العين حساسية، لا تتجدد بعد تلفها، ولهذا السبب، يحذر الخبراء من الاستهانة بمثل هذه التغيرات.
الرابط الصامت مع أمراض العيون الخطيرة
أظهرت الأبحاث أن الزيادة المفاجئة في الأجسام العائمة قد تكون أحيانًا أول علامة مرئية على مشكلات خطيرة في العين، وقد تبدأ حالات مثل تمزق أو انفصال الشبكية، أو حتى نزيف داخل العين (نزيف الجسم الزجاجي) بهذه الطريقة، كما قد تُشير الأجسام العائمة إلى مضاعفات لدى مرضى السكري أو ارتفاع ضغط الدم، حيث تكون الأوعية الشبكية الهشة أكثر عرضة للتلف.
لماذا الاهتمام المبكر ينقذ صحة البصر؟
يعتبر فحص الأجسام العائمة مبكرًا أمر في غاية الأهمية، حيث يمكن الأطباء من علاج تمزقات الشبكية بإجراءات ليزر بسيطة، مما يمنع العمى، ومع ذلك، قد يؤدي تجاهل هذه العلامات إلى تأخير العلاج حتى فوات الأوان.
وفي معظم الحالات، تبقى الأجسام العائمة في العين غير مضرة، ولكن الانتباه للتغيرات المفاجئة هو المفتاح، وذلك من خلال فحوصات الشبكية الدورية، خاصةً لمن لديهم عوامل خطر مثل داء السكري، وارتفاع ضغط الدم، أو قصر النظر الشديد، ويمكن أن تحمي البصر مستقبلًا، حيث إن الوعى هو ما يحافظ على سلامة العينين.