افتتح الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، يرافقه المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، خط إنتاج جديد لشركة صناعة وسائل النقل MCV بالتعاون مع شركة فولفو العالمية، بمدينة الصالحية الجديدة بمحافظة الشرقية.
وشارك في الافتتاح السيدة آنا ويستبرج رئيسة مجلس إدارة فولفو العالمية للأتوبيسات، وداج جولين دانفيلد سفير السويد بالقاهرة، والمهندس كريم غبور رئيس مجلس إدارة MCV، إلى جانب قيادات الشركتين وعدد من مسؤولي الوزارات والجهات المعنية.
وأكد الوزير أن تدشين الخط الجديد يمثل إضافة نوعية لمسيرة التنمية الصناعية في مصر، ويعكس ثقة الشركات العالمية الكبرى في الاقتصاد المصري، ونجاح السياسات التي تنتهجها الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتعزيز بيئة الاستثمار وتوطين الصناعات المتقدمة.
وأوضح أن المشروع الجديد أُنشئ باستثمارات تصل إلى 3 مليارات جنيه، بطاقة إنتاجية تبلغ 1200 أتوبيس كهربائي سنويًا مخصص للتصدير للأسواق الأوروبية، مشيرًا إلى أن المشروع سيوفر أكثر من 2000 فرصة عمل مباشرة، إلى جانب كونه نموذجًا متكاملًا يجمع بين التكنولوجيا الحديثة والالتزام البيئي، حيث يعتمد على أنظمة مؤتمتة وفق أحدث المعايير العالمية مع الالتزام بتقليل الانبعاثات الكربونية، بما يتماشى مع رؤية مصر للتحول نحو الاقتصاد الأخضر.
ولفت الوزير إلى أن المشروع يمثل خطوة مهمة في خطة الدولة لتوطين صناعة المركبات الكهربائية، إذ يتيح نقل الخبرات العالمية إلى الكوادر المصرية، ويفتح المجال أمام توسع قاعدة المعرفة الصناعية، مشيرًا إلى أن مصر أصبحت قادرة اليوم على إنتاج ما يتراوح بين 2000 و2500 أتوبيس سنويًا، وهو ما أسهم في التوقف عن استيراد الأتوبيسات بعد أن أصبح الإنتاج المحلي يغطي كامل احتياجات السوق.
وشدد الوزير على أن الحكومة المصرية تدرك أن المركبات الكهربائية هي مستقبل النقل عالميًا، ولذلك دعمت هذا التوجه من خلال توفير الحوافز والتسهيلات للمستثمرين، وتشجيع الصناعات المغذية، وتطوير البنية التحتية لمحطات الشحن الكهربائي، بجانب برامج التدريب وبناء القدرات للشباب.
وأشار إلى أن المشروع الجديد يُعد شهادة ثقة في جودة الصناعة الوطنية، إذ أن جميع منتجات الخط مخصصة في مرحلته الأولى للتصدير إلى أوروبا، وهي من أكثر الأسواق صرامة في معايير الجودة والبيئة، ما يرسخ مكانة مصر كقاعدة تصنيع قادرة على المنافسة في الأسواق الأكثر تطورًا.
وفي جولة تفقدية داخل المصنع، اطلع الوزير على مراحل التصنيع المختلفة، من تجميع جسم الأتوبيسات داخليًا وخارجيًا إلى تركيب المكونات الداخلية، كما شاهد النماذج الجاهزة للتصدير إلى بريطانيا وعدد من الأسواق الأوروبية، وخلال الجولة، وجه بضرورة دراسة التوسع في مصانع زجاج السيارات لتلبية احتياجات السوق وتعزيز فرص التصدير، بجانب التنسيق بين الهيئة المصرية العامة للمواصفات والجودة ومصنعي السيارات لتسهيل إجراءات الترخيص بما يتماشى مع المواصفات القياسية.
وعلى هامش الافتتاح، أوضح الوزير أن وزارة الصناعة تعمل على زيادة نسبة المكون المحلي تدريجيًا في الصناعات المغذية للسيارات، كجزء من استراتيجية متكاملة تستهدف مضاعفة الصادرات الصناعية المصرية لتتجاوز 170 مليار دولار بحلول عام 2030.
كما أكد أن الوزارة لا ترفض أي طلب لمستثمر جاد للحصول على أراض صناعية طالما توافرت لديه الملاءة المالية ودراسة الجدوى الفنية، مشيرًا إلى أن الدولة حددت 28 صناعة وفرصة استثمارية واعدة تستهدف جذب المزيد من الاستثمارات، وتعميق التصنيع المحلي، وتقليل فاتورة الواردات.
وفيما يتعلق بالمصانع القائمة داخل الكتل السكنية أو الأحوزة العمرانية، شدد الوزير على أنها لن تُغلق، لكن سيتم إلزامها بخطط تصحيحية لتجديد تراخيصها وفقًا للاشتراطات البيئية ومتطلبات المناطق المحيطة، موضحًا أن الرخص الجديدة لن تُمنح نهائيًا لأي مصنع داخل الكتل السكنية أو على الأراضي الزراعية، التزامًا بخطط الدولة في التخطيط الصناعي والعمراني السليم.
أكد على أن الدولة ماضية في تنفيذ مبادرات دعم القطاع الصناعي وتشغيل المصانع المتعثرة، بجانب تعزيز الصناعات المغذية للسيارات ووسائل النقل، مشيرًا إلى أن هذه الجهود تمثل ركيزة أساسية في بناء قاعدة صناعية قوية وزيادة القدرة التصديرية لمصر، بما يجعلها مركزًا إقليميًا لصناعة الأتوبيسات والمركبات الكهربائية خلال السنوات المقبلة.