يُثار الكثير من الجدل حول تأثير الحلويات على صحة الإنسان، خاصةً فيما يتعلق بضغط الدم، فبينما يرى البعض أن استهلاك السكر مجرد عادة غذائية بسيطة، تكشف الدراسات الحديثة أن الأمر أعمق بكثير، إذ أن العلاقة بين ضغط الدم والسكريات المضافة علاقة مباشرة قد تقود لمشكلات مزمنة في القلب والأوعية الدموية.
وبحسب ما ورد في تقرير بموقع vinmec فإن تناول كميات كبيرة من الفركتوز، وهو نوع من السكر يتركز في المشروبات الغازية والحلويات المصنعة، يؤدى إلى اضطراب في استقلاب الكبد، ومع الوقت، يزداد تراكم الدهون في الجسم ويبدأ ضغط الدم في الارتفاع تدريجيًا، وقد لاحظ الباحثون أن استهلاك السكر الزائد يرتبط بزيادة واضحة في الضغط الانقباضي والانبساطي، ما يجعل القلب تحت عبء مستمر قد يؤدي إلى مضاعفات مثل قصور القلب أو الجلطات.
السكريات المخفية في الأطعمة
الأمر لا يتوقف على الكيك أو الشوكولاتة فقط، بل إن الكثير من الأطعمة الجاهزة تحتوى على كميات كبيرة من السكر والملح فى آن واحد، على سبيل المثال: البيتزا، الخبز، الحساء المعلب، اللحوم المجمدة، وحتى صلصة الطماطم المعلبة، هذه الأطعمة تشكل مزيجًا خطيرًا من سكريات مضافة وصوديوم زائد، وكلاهما من العوامل الأساسية لارتفاع ضغط الدم. لذلك فإن التوعية بضرورة قراءة الملصقات الغذائية أمر لا يقل أهمية عن وصف الأدوية.
النظام الغذائي الأمثل
للحد من المخاطر، ينصح الأطباء باتباع نمط غذائي غني بالخضراوات والفواكه الطازجة مثل البرتقال، الكيوي، الفراولة، والتوت الأزرق. هذه الأغذية تقدم سكريات طبيعية آمنة، إلى جانب الألياف التي تساعد على ضبط مستوى السكر في الدم. كما أن النظام الغذائي DASH يقدم حلولًا عملية لمرضى ضغط الدم، حيث يعتمد على تقليل الصوديوم والدهون المشبعة وزيادة استهلاك الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم والمغنيسيوم. ومن الخيارات المهمة أيضًا: الحبوب الكاملة، البقوليات، والأسماك.
الاعتماد على الحلويات والأطعمة المصنعة بشكل يومي قد يرفع ضغط الدم دون أن يلحظ الشخص ذلك إلا بعد سنوات، وهنا تكمن الخطورة. إن إدراك العلاقة بين صحة القلب ونوعية الغذاء هو حجر الأساس للوقاية، والرسالة واضحة: تجنب السكريات المضافة، قلل من الصوديوم، واعتمد على مصادر طبيعية وصحية للطاقة، بهذا فقط يمكننا حماية قلوبنا من الآثار الصامتة للإفراط في السكر.