ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل حالة خطيرة قد تُعرض الأم والطفل للخطر، وفى حين أن بعض النساء قد يعانين من ارتفاع طفيف فقط قد تواجه أخريات مضاعفات تهدد الحياة إذا لم يُكتشف مبكرًا، وغالبًا ما تتطور هذه الحالة بصمت، مع أعراض قد تُفهم على أنها انزعاج طبيعى أثناء الحمل، وهو ما يوضحه تقرير موقع “تايمز أوف إنديا”.
لذلك فإن الوعى والمراقبة الدورية خلال فترة الحمل أمر بالغ الأهمية، إن التعرّف على علامات مثل الصداع والتورم وتغيرات الرؤية وآلام البطن يُمكن أن يُؤدي إلى تدخل مبكر وتحقيق نتائج أفضل، وتُساعد الرعاية الطبية في الوقت المناسب، وتعديل نمط الحياة، والفحوصات الدورية على ضمان حمل أكثر أمانًا للأم والطفل.
فهم ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل
ارتفاع ضغط الدم، المعروف أيضًا باسم فرط ضغط الدم، يحدث عندما تظل قوة دفع الدم على جدران الشرايين مرتفعة باستمرار، وخلال فترة الحمل، تتطلب هذه الحالة عناية فائقة لأنها قد تضر الأم والطفل إذا لم تُعالج بشكل صحيح.
هناك أنواع مختلفة من ارتفاع ضغط الدم التي يمكن أن تحدث أثناء الحمل..
ارتفاع ضغط الدم المزمن.. ارتفاع ضغط الدم الذي يظهر قبل الحمل أو يتم تشخيصه قبل 20 أسبوعًا.
ارتفاع ضغط الدم الحملي.. ضغط الدم الذي يتطور بعد 20 أسبوعًا، دون وجود بروتين في البول.
تسمم الحمل.. ارتفاع ضغط الدم بعد 20 أسبوعًا، مصحوبًا بوجود بروتين في البول أو مضاعفات عضوية، ويمكن أن يتطور تسمم الحمل إلى شكل حاد يسبب نوبات ويتطلب علاجًا طارئًا.
متلازمة هيلب.. حالة نادرة ولكنها خطيرة تنطوي على تلف الكبد وانخفاض الصفائح الدموية وتحلل خلايا الدم.
أعراض ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل
وفقًا لدراسة أجراها المعهد الهندي للقلب والرئة والدم (NHLBI) حول ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، قد يتطور ارتفاع ضغط الدم أحيانًا دون ظهور أعراض، ولكن في كثير من الحالات، تظهر على النساء علامات تحذيرية ملحوظة.. على النحو التالى..
الصداع المستمر
يمكن أن يكون الصداع الشديد أو المتكرر الذي لا يختفي مع الراحة أو تناول أدوية خفيفة مؤشرًا على ارتفاع ضغط الدم، وغالبا ما يتفاقم الصداع مع تقدم الحالة، وقد يصاحبها أيضًا حساسية للضوء أو الضوضاء، مما يُصعب القيام بالأنشطة اليومية، ويجب دائمًا إبلاغ الطبيب بأي صداع مستمر لإجراء تقييم إضافي.
عدم وضوح الرؤية أو اضطرابها
قد تحدث تغيرات في الرؤية، مثل عدم وضوح الرؤية، أو رؤية أضواء ساطعة، أو فقدان مؤقت للرؤية، وتشير هذه الأعراض إلى أن ارتفاع ضغط الدم يؤثر على العينين والجهاز العصبي، وفي بعض الحالات، قد تكون مشكلات الرؤية هذه بمثابة علامات تحذير مبكرة لتسمم الحمل، وإذا تُركت دون علاج، فقد تتفاقم وتؤدي إلى مضاعفات خطيرة لكلًا من الأم والطفل.
تورم في الوجه واليدين
يُعد التورم الخفيف شائعًا أثناء الحمل، ولكن التورم المفاجئ أو المفرط في الوجه واليدين وحول العينين قد يُشير إلى تسمم الحمل، ويحدث هذا التورم نتيجة احتباس السوائل المرتبط بارتفاع ضغط الدم، على عكس تورم الحمل الطبيعي، يظهر هذا النوع فجأة وقد يتفاقم بسرعة، لذلك من المهم مراقبة أنماط التورم والتمييز بين التغيرات غير الضارة والخطيرة.
ألم فى الجزء العلوى من البطن
قد يكون الألم تحت الأضلاع، وخاصةً في الجانب الأيمن علامة تحذيرية لإصابة الكبد، وقد يكون الألم حادًا أو مستمرًا، ولا ينبغى تجاهله، وغالبًا ما يصاحب هذا العرض غثيان أو قىء، مما قد يشير إلى تسمم الحمل، ويلزم الحصول على رعاية طبية فورية لتجنب أي مضاعفات أخرى.
الغثيان والقيء
في حين أن الغثيان الصباحي أمر طبيعي في بداية الحمل، إلا أن الغثيان والقيء المفاجئ في المراحل المتأخرة قد يكون مرتبطًا بارتفاع ضغط الدم أو مضاعفات الكبد، ويُثير هذا الأمر قلقًا بالغًا خاصةً عند ظهوره بعد الأسبوع العشرين من الحمل، وهو غالبًا ما يُشير إلى تفاقم حالة تسمم الحمل، مما يتطلب رعاية طبية عاجلة.
ضيق في التنفس
قد يحدث ضيق في التنفس أو شعور بضيق في الصدر عند تراكم السوائل في الرئتين، وهذا عرض خطير يتطلب تقييمًا طبيًا فوريًا، وقد يصاحبه أيضًا ألم في الصدر أو إرهاق شديد.
زيادة الوزن السريعة
إن اكتساب الوزن بسرعة على مدى بضعة أيام، وخاصة بسبب احتباس الماء، قد يشير إلى اختلال توازن السوائل المرتبط بارتفاع ضغط الدم وتسمم الحمل، وعادةً لا ترتبط هذه الزيادة في الوزن بتغييرات في النظام الغذائي أو نمط الحياة، لذلك يجب متابعة أي زيادة مفاجئة في الوزن وإبلاغ الطبيب فورًا.
التعب والدوار
يعد التعب الشديد أو الدوخة أو الارتباك علامات تحذيرية تشير إلى أن تدفق الدم وإمدادات الأكسجين قد تكون معرضة للخطر، مما يؤثر على كل من الأم والطفل، وغالبًا ما تُصعب هذه الأعراض ممارسة الأنشطة العادية، وإذا تُركت دون علاج، فقد تتطور إلى نوبات إغماء أو مخاطر صحية أشد.