أكد اتحاد شركات التأمين المصرية ان التحديات التي تواجه مهنة الخبير الاكتوارى، مثل نقص الكوادر وصعوبة الدراسة، تتطلب اهتمامًا مستمرًا وجهودًا متضافرة لضمان استمرارية تطورها، ومع تزايد تعقيدات الأسواق المالية والمخاطر العالمية، ستظل الحاجة إلى الخبراء الاكتواريين في تزايد مستمر، مما يجعل تطوير هذه المهنة استثمارًا في المستقبل، يضمن بناء قطاع تأميني قوي قادر على حماية ثروات الأفراد والمؤسسات، وجذب الاستثمارات، وتعزيز استقرار النظام المالي المصري.
وأضاف الاتحاد في نشرته الأسبوعية ان الخبير الاكتواري يمثل العقل المفكر والضامن لاستقرار واستدامة صناعة التأمين، فهو ليس مجرد محلل أرقام، بل مهندس مالي حيوي يضمن نجاح القطاع عبر تقييم المخاطر المعقدة، وتطوير المنتجات التأمينية، وتحديد الأسعار العادلة، والمساهمة الفعّالة في تعزيز الحوكمة الرشيدة والاستقرار المالي للشركات، وفي اقتصاد متنامٍ ومتعدد المخاطر مثل مصر، يصبح الاستثمار في هذه المهنة ضرورة استراتيجية لتحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية
وترتبط العلوم الاكتوارية بصناعة التأمين ارتباطًا جوهريًا، إذ تشكل الركيزة الأساسية في تسعير المنتجات التأمينية وتحديد شروط التغطية وحساب الاحتياطيات التي يجب أن تحتفظ بها شركات التأمين، كما تلعب دورًا محوريًا في إدارة المخاطر وتحليل البيانات التاريخية لتوقع الأحداث المستقبلية حيث يستخدم الاكتواريون أدوات تحليل معقدة لتحديد القيمة الحقيقية للتعويضات المحتملة، مما يساعد شركات التأمين على اتخاذ قرارات مالية سليمة.
والخبراء الاكتواريون هم خبراء متخصصون يطبقون الرياضيات على المشاكل المالية، فهم يُقيّمون الآثار المالية للأحداث الطارئة، أي الأحداث غير المؤكدة الحدوث، وغالبًا ما يشاركون في إدارة المخاطر التي قد تنشأ عن أحداث طارئة غير مرغوب فيها، ويُقيّم الخبراء الاكتواريون احتمالية وقوع أحداث مستقبلية، كما يصممون سبلًا للحد من الأثر المالي للأحداث غير المرغوب فيها التي تقع بالفعل.
ولأداء عملهم، يجب أن يتمتع الخبراء الاكتواريون بمستوى عالٍ من المعرفة التقنية، على سبيل المثال، عليهم فهم طبيعة التأمين، والمخاطر الكامنة في أنواع الأصول المختلفة، وطرق استخدام النماذج الإحصائية، والقيود القانونية والتنظيمية التي تنطبق على الأعمال.
كما يجب أن يتمتعوا بحس تجاري جيد، ومهارات حل المشكلات، والقدرة على التواصل الفعال مع الآخرين. وغالبًا ما يؤثر عملهم على العديد من أصحاب المصلحة، لذا يجب أن يكونوا قادرين على الموازنة بين المصالح المختلفة والالتزام بمعايير أخلاقية عالية في القيام بذلك.
وعلى الرغم من أن مهنة الخبراء الاكتواريين موجودة منذ سنوات عديدة، إلا أنها ليست مهنة واسعة الانتشار، وبالتالي فهي غير معروفة جيدًا لدى عامة الناس، في الواقع، هناك العديد من الدول التي لا يوجد فيها خبراء اكتواريون، عمل الخبراء الاكتواريون تقليديًا بشكل رئيسي في قطاعي التأمين والمعاشات التقاعدية، وخاصةً في الدول التي تتمتع فيها هذه القطاعات بسمعة راسخة.
في قطاع التأمين، يمكن للخبراء الاكتواريين العمل في جميع أنواع التأمين: التأمين على الحياة وتأمين الممتلكات، والتأمين المباشر أو إعادة التأمين، وعلى الرغم من أن الخبراء الاكتواريين غالبًا ما يعملون لدى شركات التأمين، إلا أن العديد منهم يعملون لدى شركات استشارية ويقدمون خدماتهم لأكثر من شركة تأمين واحدة. يعمل بعض خبراء التأمين الاكتواريين لدى هيئات إشرافية، إما كموظفين أو مستشارين.