الزواج قرار مصيري في حياة كل إنسان، واختيار توقيته المناسب قد يكون عاملا أساسيا في نجاحه أو فشله، فبينما كان الماضي يشهد زواجا مبكرا للفتيات في سن المراهقة مع استمرار العلاقة مدى الحياة، تغيرت الصورة اليوم بشكل كبير، أصبح الزواج يرتبط بالنضج والاستعداد النفسي والاجتماعي، ولم يعد مجرد تقليد اجتماعي يجب الالتزام به في سن محددة، الأبحاث الحديثة سلطت الضوء على العمر الأنسب للزواج إذا كان الهدف بناء علاقة مستقرة طويلة الأمد بعيدا عن شبح الطلاق.

بوكيه العروسة
تغير مفهوم الزواج عبر الزمن
في سن الثامنة عشرة، لم يعد ضروريا أن تتحمل الفتاة مسؤوليات منزلية كاملة أو تنجب عدة أطفال كما كان يحدث سابقا، بل أصبح من المهم أن يركز الشباب في هذه المرحلة على بناء مستقبلهم واكتشاف ذواتهم قبل الارتباط، فالتسرع في الزواج قد يقود إلى الطلاق، بينما يمنح التأجيل فرصة للنضج وتحقيق الذات.
أهمية التعليم والاستقرار المالي
لم يعد المجتمع يضغط على الأفراد للزواج المبكر، بل هناك تشجيع أكبر على إكمال التعليم الجامعي والحصول على وظائف مستقرة ماديا، هذا التوجه يتيح للجيل الجديد تربية أطفالهم بشكل أفضل وتوفير بيئة مستقرة للأسرة، وهكذا أصبح التعليم والاستقرار المالي من أهم ركائز القرار بالزواج.
حفل زفاف
العمر الأنسب لتقليل فرص الطلاق
تشير الأبحاث إلى أن العمر المثالي للزواج إذا كان الهدف تقليل احتمالات الانفصال هو 26 عاما، فقد وجدت دراسة أجريت عام 2015 أن الزواج قبل هذا العمر يزيد من احتمالية الطلاق بشكل ملحوظ، وتحديدا، الزواج بين سن 15 و20 عاما يرتبط بمعدلات انفصال مرتفعة، في حين أن تأجيل الزواج إلى ما بعد منتصف العشرينات يمنح فرصا أكبر للاستقرار.
تأخر سن الزواج في العصر الحديث
أفاد مكتب الإحصاء الأمريكي عام 2018 بأن الرجال أصبحوا يتزوجون في سن يقترب من الثلاثين، بينما النساء في سن 28 عاما تقريبا، وبالمقارنة مع عام 1978، حيث كان 59٪ من البالغين بين 18 و34 عاما متزوجين، انخفضت النسبة حاليا إلى 29٪ فقط، هذا التراجع يعكس تحولا كبيرا في نظرة المجتمع للزواج المبكر.
تزايد ظاهرة المعاشرة قبل الزواج في المجتمعات الغربية
إلى جانب انخفاض نسب الزواج المبكر، تزايدت ظاهرة العيش المشترك بين الشباب قبل الزواج، ففي عام 2018، بلغت نسبة البالغين بين 25 و34 عاما الذين يعيشون مع شريك دون زواج نحو 15٪، هذه الظاهرة أصبحت أكثر انتشارا، وأسهمت بدورها في انخفاض عدد الزيجات الرسمية بين الشباب.

حفل زفاف صباحي
عوامل تدفع لارتفاع سن الزواج
ارتفاع متوسط سن الزواج يرتبط بعدة أسباب، أبرزها رغبة الشباب في استكمال التعليم الجامعي أولا، والحصول على الاستقرار المالي، ثم التفكير في الزواج، هذه العوامل جعلت من الزواج قرارا أكثر نضجا وتأملا، مما يرفع فرص نجاحه على المدى الطويل.