الذئبة مرض ذاتى المناعة، حيث يختل توازن الجهاز المناعى فيبدأ بمهاجمة أعضاء الجسم المختلفة، ومن أخطر ما قد يحدث أن تمتد تأثيراته إلى الكلى، وهو ما يعرف طبيًا بـ التهاب الكلية الذئبي، هذه الحالة قد تؤثر بشكل مباشر على قدرة الجسم على التخلص من الفضلات والحفاظ على توازن السوائل.
ارتباط الذئبة بالكلى
وفقًا لتقرير نُشر في موقع UCF Health، فإن نصف مرضى الذئبة تقريبًا معرضون لتأثر الكلى بدرجات متفاوتة، بعضهم تظهر عليه أعراض سريعة، بينما قد يبقى آخرون بلا أعراض واضحة حتى تكشف الفحوص الطبية عن وجود المشكلة.
كيف يظهر المرض؟
الأعراض قد تكون بسيطة في البداية لكنها مؤشر على خلل كبير، من أهمها..
انتفاخ الوجه والعينين بسبب احتباس السوائل.
زيادة مفاجئة في الوزن لا ترتبط بنمط الغذاء.
بول رغوي يشير إلى فقدان البروتينات.
ارتفاع ضغط الدم بشكل يصعب السيطرة عليه.
هذه المؤشرات تتقاطع مع أعراض أمراض أخرى، لذلك يعتمد التشخيص على فحوص دقيقة.
وسائل التشخيص المتبعة
الأطباء يبدأون دائمًا بتحاليل دم وبول منتظمة لمرضى الذئبة، لأنها تكشف عن تسرب البروتين أو ارتفاع الكرياتينين. لكن الخزعة الكلوية تبقى الوسيلة الأهم، حيث تتيح تقييم حجم الالتهاب ونوع التلف الذي أصاب الكلى.
العلاج وخيارات السيطرة
أهداف العلاج تتركز في ثلاثة محاور.. تقليل الالتهاب، حماية الكلى، ومنع الفشل الكلوي. وتشمل الوسائل..
الأدوية الكورتيزونية للحد من الالتهاب.
مثبطات المناعة لإيقاف الهجوم المناعي.
علاجات ضغط الدم لحماية الأوعية الكلوية.
أما إذا وصلت الحالة إلى توقف شبه كامل للكلى، فيصبح غسيل الكلى أو زرع كلية هما الحلان الوحيدان للحفاظ على حياة المريض.
دور المريض في التعامل مع المرض
العلاج ليس دواءً فقط، بل هو رحلة مستمرة تشمل..
متابعة طبية منتظمة.
الالتزام بحمية متوازنة قليلة الملح والدهون.
الانتباه لأي تغيرات في الوزن أو ضغط الدم.
ممارسة نشاط بدني معتدل يدعم صحة الدورة الدموية.
التهاب الكلية الذئبي أحد أخطر أشكال الذئبة، لأنه قد يؤدي إلى قصور كلوي إذا لم يُعالج في الوقت المناسب، لكن التشخيص المبكر، مع الالتزام بخطة علاجية شاملة، يمكن أن يحافظ على وظائف الكلى ويمنح المريض حياة أكثر استقرارًا.