تعيش أوروبا حالة من الترقب مع اقتراب فصل الشتاء، وسط تحذيرات روسية من أزمة إمدادات غاز، يقابلها تأكيدات أوروبية بأن المخزونات في وضع مطمئن وأن خطط التنويع تسير وفق المسار المطلوب.
وقالت شركة جازبروم إن أوروبا تعانى من نقص إمدادات الغاز إذا كان الشتاء قارس البرودة، وأوضح أليكسي ميلر، المدير العام للشركة، خلال مشاركته في المنتدى الاقتصادي الشرقي في فلاديفوستوك، أن القارة قد تواجه مشكلات خطيرة في حال انخفاض درجات الحرارة، حسبما قالت صحيفة لا إكونوميستا الإسبانية.
وأضاف ميلر “نحن نشهد وضعاً يزداد تفاقماً..ماذا لو واجهنا شتاء بارداً، شتاءً عادياً بارداً؟ سيكون ذلك مشكلة حقيقية، مشيراً إلى بيانات منظمة البنية التحتية للغاز في أوروبا، بتاريخ 31 أغسطس، التي أظهرت أن ثلثي الغاز المستخرج من مرافق التخزين تحت الأرض في أوروبا خلال الشتاء الماضي تم استهلاكه خلال الأشهر الخمسة الأولى من عملية الضخ، بفارق يقارب 19 مليار متر مكعب.
على الرغم من هذه المخاوف، فإن الأرقام الرسمية تشير إلى أن الاتحاد الأوروبي نجح في ملء خزانات الغاز بنسبة 76 % حتى أواخر أغسطس 2025، وهو ما يتجاوز الحد الأدنى المطلوب البالغ 75 %. وكانت مستويات التخزين قد انخفضت إلى نحو 34 % مع نهاية موسم الشتاء الماضي، قبل أن تبدأ عملية الضخ المكثفة استعداداً للموسم الجديد، إلا أن المخاوف تكمن فى أن هذا الاحتياطى لا يكفى أيضا الاستخدام فى الشتاء.
في هذا السياق، تتحرك العواصم الأوروبية نحو تعزيز واردات الغاز الطبيعي المسال (LNG) من الولايات المتحدة. فقد وقعت روما وواشنطن اتفاقاً جديداً يهدف إلى توسيع التعاون في مجال الطاقة، مع التركيز على البنية التحتية وتسهيل وصول الشحنات الأميركية إلى السوق الأوروبية.
وتشير بيانات حديثة إلى أن صادرات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي المسال سجلت في أغسطس الماضي 9.33 مليون طن، ذهبت نسبة 66 % منها إلى أوروبا، وهو رقم قياسي يعكس تسارع التحول الأوروبي نحو بدائل الإمدادات الروسية.